25
وقال: الصلح سيد الأحكام، ونحن - رجال الحكومة - علينا تحصيل حقوق الناس، والتوفير عليهم إذا قدرنا. لم يطول في الكلام؛ لأنه مشغول البال ينتظر النتيجة ... ولذلك قام إلى الخرج وأخذ منه كف ورق، واستل دواته النحاسية من زناره وشرع يكتب:
لجانب مديرية ناحية جبيل البهية
عزتلو أفندم حضرتلري
يعرض مقدمه بطرس موسى الماروني العثماني من قرية غلبون في مديرتكم التابعة قضاء كسروان، حيث كنت شكوت إلى عزتكم حنا ديب من محلي بدعوى ضرب وجرح، والآن ألتمس قبول رجوعي عن دعواي الفورية، وإسقاط جميع حقوقي عن حنا المذكور. والأمر لمن له الأمر أفندم.
بنده
بطرس موسى
ثم نفض رماد سيكارته على الحبر الطري، ووضع العريضة بجانبه، وملس شاربيه بسبابته وإبهامه، وتمددت أصابعه الأخرى على ذقنه كأنها أصابع الأخطبوط، وطال السكوت، فتحلحل جدي رويدا رويدا، وقام قائلا: كلمة يا آغا.
وخرجا من الباب الشمالي، وهناك فك جدي مصره،
26
Bilinmeyen sayfa