صمم بعضهم على العصيان، وعرضوا الفكرة على عقالهم فصاحوا بهم: يا ويلكم! من يقاوم الحكومة؟! والآغا كافر بلا دين. اصحوا تتحرشوا به إذا كان معه حق؛ فإنه يخرب بيوتكم. الرجل الذي قتل زوجته، بعدما باع كل ما تملك، وقد ابتاع لزينة ذاك البيت الموروث الآية المكتوبة بالفارسية: هذا من فضل ربي، وكان يتجاهى حين يقرأ على هواه بلا حياء؛ لأن نقطة باء ربي وقعت فوق الراء ... لا ترتجوا الرحمة عند هذا القليل الدين، فقاطعه أحد الشباب بقوله: آخرتها موته، والآغا شبعنا بهوره،
2
لا يأكل إلا الدجاج الفتية. يريدها فراريج.
وقال آخر: ولا يتروق إلا قهوة بحليب.
وقال ثان: ولا بد من فنجان شاي وبسكوتة قبل النوم.
وأتم الشاب الأول حديثه: ولا يعلق لدابته إلا الشعير المغربل، ولا ينام إلى على فراشين خوفا من أن ينقعر ظهره.
فقال شيخ: ماذا تعملون؟ وإلى أين تصل يدكم؟ رجل كافر! ابن حكومي ضابطي، إذا قلتم له كلمة يخزق ثيابه ويقيم الدعوى على من شاء، يتعلق عليكم بكلمة ليتهمكم بسب دين السلطان.
فقال واحد: علقوه بقرياقوس والخوري مسرح، ولا تنسوا أم فارس ياقوت، واقعدوا تفرجوا، فالمثل يقول: إذا أردت إهانة رجل فحرش به مرأة. وبدلا من أن تكونوا ضباعا كونوا ثعالب ... هذا إذا سمعتم مني وعملتم برأيي.
فهدأت فورة الشباب وبدأوا يفكرون - فهز أحدهم برأسه، وكان يدعي العلم والمعرفة؛ لأنه مر في مطلع شبابه من قدام المدرسة - وقال: الرأي قبل شجاعة الشجعان.
فقالوا: هات، ولكنه بلط
Bilinmeyen sayfa