7
والبلص راحت من زمان طويل، ولبنان صار له نظام وقانون ...
فكشر الآغا، وقال: يظهر أن نبضك قوي اليوم. القانون يطبق على الأوادم بلا صغره، أما الذي لا يدفع الميرة إلا بعد قتله، أو دك في قبو البقر، فماذا نعمل فيه يا قرياقوس؟ هل نطلب فرقة دراغون؟ الدراغون لا يحق له أن يتخطى حدود لبنان. وقد حاولت فرقة في فرن الشباك أن تمر إلى الشام بدون إجازة مجلس الإدارة، فأوقفتها أنا العبد الحقير عند حدها.
فضحك قرياقوس، وقال: فيك البركة يا آغا، واسمك فارس ... هناك كان معك حق، والقانون الذي مكنك من الوقوف بوجه عسكر الدولة، فيه مادة تقف بوجهك ... أيام الحواليه ألغاها نظام لبنان.
فهز الآغا كرباجه، ورفع يديه، واشرأب وعر: عسكرية! سلاح باشينا. فتكتكت ديوك بواريدهم، فقال الآغا: كتفوا قرياقوس.
فهر قرياقوس: اصح يا آغا، اوع هاه. وقال إلى العسكرية: لا تمدوا أيديكم. لا تعرفون ماذا يصير؟
فقال الآغا: نحن أبناء الحكومة أحرار في تحصيل الميرة، ومعنا أوامر من سعادة القائمقام تحرق العشب.
فقال قرياقوس: يمكن أن تحرق الشياطين، ولكنها لا تحرق قرياقوس.
فنط الآغا عن كرسيه، وهجم به على قرياقوس، فوقف المختار وغيره بينهما، ووقف كل فريق مع قطيعه، واستعدوا للمعركة ووقف الشباب على سلاحهم، وهو لا يكون من الآلات الجارحة إلا نادرا جدا.
وعلى العياط خرج الخوري من كرسي الاعتراف، وأصلح ما بين قرياقوس والآغا، ثم جلس بين الأهالي استعدادا للطوارئ وكسر الشر.
Bilinmeyen sayfa