78

Farid Fi Icrab

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Araştırmacı

محمد نظام الدين الفتيح

Yayıncı

دار الزمان للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Yayın Yeri

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Türler

وجَمْعُ يومٍ: أيامٌ، وأصلُه: أَيْوامٌ، فأدغمت الياء في الواو بعد قلبها ياء؛ لأن الياء إذا كانت ساكنة وبعدها واو قلبت ياء وأدغمت فيها الياء (١). و﴿الدِّينِ﴾، الجزاء، وهو مصدر دانه دَينًا، أي جازاه، يقال: "كما تدين تُدان" (٢)، أي: كما تجازي تجازَى، وله معان أُخَرُ، ولكن ذكرت منها ما يليق هنا، يعضده: ﴿الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ﴾ (٣) و﴿الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ﴾ (٤). أي "يوم يدين الله الخلق بأعمالهم". عن قتادة (٥) وغيره ﵃ (٦). ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥)﴾: قوله ﷿: ﴿إِيَّاكَ﴾ (إِيَّا) وحده اسمٌ ضميرٌ منفصل للمنصوب، واللواحق التي تلحقه من الكاف والهاء والياء في قولك: إياك وإياه، وإياي، لبيان الخطاب والغيبة والتكلم، ولا محل لها من الإعراب، كما لا محل للكاف في (ذلك) و(أَرَأَيْتَكَ) (٧)، وليست بأسماء مضمرة، فامتناع الرفع:

(١) تحدث النحاس ١/ ١٢٢ عن تصريف (يوم) وقال: ولا يستعمل منه فعل. (٢) جزء من حديث في سنده مقال، ونصه: "البر لا يَبلى، والذنب لا يُنسى، والديان لا يموت، فكن كما شئت، فكما تَدين تُدان". أخرجه عبد الرزاق ١١/ ١٧٩، ومن طريقه البيهقي في الأسماء والصفات ١/ ١٤٠ والزهد الكبير (٧١٠)، وانظره في كامل ابن عدي ٦/ ٢١٦٨، وفردوس الديلمي. . وقوله: "كما تدين تدان" ذكره علماء اللغة على أنه مثل قديم، انظر مجاز القرآن ١/ ٢٣، والكامل ١/ ٤٢٦، ومعاني الزجاج ١/ ٤٧، وجمهرة الأمثال ٢/ ١٣٩، والمخصص ١٧/ ١٥٥ ومجمع الأمثال ٢/ ١٣٢، والمستقصى ٢/ ٢٣١، وقد استشهدوا له بشعرٍ ليزيد بن الصعق (عمرو بن نفيل) الكلابي: فاعلم وأيقن أن ملكك زائل ... واعلم بأن كما تدين تدان فيكون رسول الله ﷺ قد تمثل به، والله أعلم. (٣) سورة غافر، الآية: ١٧. (٤) سورة الأنعام، الآية: ٩٣. (٥) هو أبو الخطاب قتادة بن دعامة السدوسي البصري، حافظ مفسر، أخرج له الجماعة، توفي سنة ثماني عشرة ومائة. قال الحافظ في التقريب: ثقة ثبت. (٦) أخرجه الطبري ١/ ٦٨ عن قتادة وابن جريج، كما عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٣٧ إلى ابن عباس ﵄. (٧) في المطبوع: (رأيتك) بحذف الهمزة الأولى، وهو تصحيف قبيح غيّر محل الكاف.

1 / 78