261

Farid Fi Icrab

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Soruşturmacı

محمد نظام الدين الفتيح

Yayıncı

دار الزمان للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Yayın Yeri

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Türler

الزمخشري: فإن قيل: ما الفرق بين الفاء الأولى والثانية والثالثة؟ فالجواب:
أن الأولى: للتسبيب لا غير، لأن الظلم سبب التوبة.
والثانية: للتعقيب، لأن المعنى: فاعزموا على التوبة، فاقتلوا أنفسكم من قِبَلِ أن الله تعالى جعل توبتهم قتل أنفسهم.
والثالثة: متعلقة بمحذوف، ولا يخلو إما أن ينتظم في قول موسى ﵇ لهم، فتتعلق بشرطٍ محذوف، كأنه قال: فإن فعلتم فقد تاب عليكم، وإما أن يكون خطابًا من الله لهم على طريقة الالتفات، فيكون التقدير: ففعلتم ما أمركم به موسى فتاب عليكم بارئُكم (١).
﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (٥٥) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٥٦)﴾:
قوله ﷿: ﴿لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ﴾ أي: لن نُقِرَّ لك بما أخبرتنا به.
﴿حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً﴾: أصل (نرى) نَرْأَى، فحُذفت الهمزة بعد نقل حركتها إلى الراء تخفيفًا.
و﴿جَهْرَةً﴾: مصدر في موضع الحال إما من الضمير في ﴿نَرَى﴾، أي: حتى نرى الله معاينين، أو ذَوي جهرة، وإما من المُضمَر في ﴿قُلْتُمْ﴾، أي: قلتم ذلك مجاهرين، أو ذوي جهرة، ولك أن تجعلَه حالًا من اسم الله ﷿، أي: حتى نراه ظاهرًا غير مستتر بشيء، كما تقول: رأيتُه جَهْرَةً، وكلمتُه جهرةً.

(١) انتهى كلام الزمشخري من الكشاف ١/ ٦٩.

1 / 261