256

Farid Fi Icrab

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Soruşturmacı

محمد نظام الدين الفتيح

Yayıncı

دار الزمان للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Yayın Yeri

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Türler

قوله ﷿: (وإذ وعدنا)، الوعد، يستعمل في الخير والشر إذا كانا مذكورين معه، فإذا أُسقطا، قيل في الخير: الوعد والعِدَة. وفي الشر: الإيعاد والوعيد، قال الشاعر:
٦٩ - وإنِّي وإنْ أوعَدْتُه أو وَعَدْتُهُ ... لَمُخْلِفُ إيعادِي ومُنْجِزُ موعِدِي (١)
وهو فعل يتعدى إلى مفعولين، تقول: وعدت زيدًا كذا، فـ ﴿مُوسَى﴾ مفعول أول، و﴿أَرْبَعِينَ﴾ ثانٍ، وفي الكلام حذف مضاف، أي: تمام أربعين:
ولا يجوز أن يكون ظرفًا، إذ ليس المعنى وعده فيها، وإنما وَعَدَهُ أن يُنْزِلَ عليه التوراة، وضرب له ميقاتًا ذا القعدة، وعشر ذي الحجة (٢).
وإنما قيل: أربعين ليلةَ، ولم يُقَلْ يومًا، لأن الشهور غُرَرُها بالليالي.
والجمهور على فتح باء ﴿أَرْبَعِينَ﴾، وقرئ: بكسرها وهي لغيه (٣).
وقرئ: (وعدنا) بغير ألف (٤)، لأن الوعد كان من الله جل ذكره وحده، وبالعكس، لأن الله سبحانه وعده الوحي، ووعده موسى المجيء إلى الطور، ولك أن تجعله من باب عافاه الله، وسافرت (٥).

(١) البيت لعامر بن الطفيل، وانظره في جمهرة ابن دريد ٢/ ٦٦٨، وإعراب القراءات السبع ١/ ٥٤، والصحاح (وعد)، ويتيمة الدهر ٢/ ١٥٧، وتفسير الرازي ٧/ ١٥٨، واللسان (ختأ) و(وعد).
(٢) كذا في معاني الفراء ١/ ٣٦، وعزاه الطبري ١/ ٢٨٠ إلى أبي العالية، وقال القرطبي ١/ ٣٩٥: هو قول أكثر المفسرين.
(٣) نسبها أبو حيان ١/ ١٩٩ إلى علي، وعيسى بن عمر.
(٤) قراءة صحيحة، قرأ بها أبو جعفر، والبصريان. وقرأ الباقون: (واعدنا) بالعكس كما سيقول المؤلف. انظر السبعة/ ١٥٥/، والحجة ٢/ ٥٦، والمبسوط/ ١٢٩/، والتذكرة ٢/ ٢٥٢، والتبصرة ٤٢٠ - ٤٢١.
(٥) يعني من باب المفاعلة التي تكون من الواحد كما مَثَّلَ، وأيضًا: عاقبت اللص، وطارقت النعل.

1 / 256