الفلسفة تنعقد بأسئلتها أكثر مما تنعقد بإجاباتها. والأسئلة الفلسفية الأساسية تأتي من المفارقات التي تبرز لنا في نطاق مخططنا المفاهيمي المعتاد.
توضح المقدمة نفسها بعد ذلك أن المفارقات أسئلة توقفنا بين عدة إجابات جيدة. يتساءل للتوضيح: «حين تنقسم أميبا إلى اثنتين، هل تتوقف عن الوجود؟» ويوضح كيف أن لهذا السؤال أكثر من إجابة واحدة، ويؤكد أن فرض إجابة من هذه الإجابات سيكون متعسفا؛ فمن جهة هي تتوقف عن الوجود بشكلها الأصلي، لكن من جهة أخرى هناك حيوانات يمكن أن تنجو من فقدان أجزاء منها، وإذا اعتبرناها ما زالت موجودة؛ فهل يصح أن نشير إليها باعتبارها فقط أحد الفردين الناتجين عن عملية الانقسام؟ وهل يصح أن نشير إليها باعتبارها كليهما؛ مخالفين في هذا الفكرة التي تنظر للكائن الحي باعتباره كلا موحدا؟
يقول الكتاب بعد ذلك:
قد يبدو الحس المشترك
Common sense
كأنه كل سرمدي خال من التشققات، لكنه في الحقيقة يشبه سطح الأرض؛ بازل مكون من صفائح ضخمة تتصادم وتحتك ببطء بعضها ببعض. استقرار اليابسة ناتج عن قوى وقوى مضادة كبيرة. التوازن ليس مثاليا؛ هناك دائما توتر كامن، وبين الحين والآخر، يحدث انزلاق. المفارقات تشير إلى خطوط الصدوع في عالم الحس المشترك الخاص بنا.
ثم يتساءل:
هل يمكن أن نعد المفارقات أعراضا لزلات في المنطق البشري؟ هل هي إشارات إلى حقائق لا يمكن التعبير عنها؟
3
ما هي المفارقة
Bilinmeyen sayfa