Çağdaş Sanat: Çok Kısa Bir Giriş

Marwa Cabd Fattah Shahata d. 1450 AH
28

Çağdaş Sanat: Çok Kısa Bir Giriş

الفن المعاصر: مقدمة قصيرة جدا

Türler

علاوة على ذلك، فإن التخصص الذي ترنو إليه الأوساط الأكاديمية - كما سنرى - موجه ضد مبدأ الشعبوية الذي تشجعه الدولة، وبدرجة محدودة، الشركات. إن متخصصي المتاحف من ذوي المهارات العالية ممن أمضوا سنوات في اكتساب الخطاب الفني المتخصص بجهد جهيد، يأمرون بالتغاضي عنه عند التواصل مع العامة؛ فالمعارض في الأماكن العامة لا بد أن يفهمها غير العارفين بالعالم الفني.

شكل 4-3: ليام جيليك، «مقترح تجديد مركز روزيم للفن المعاصر، مالمو».

3

من الممكن تبيين هذه التوترات جيدا في النقاش الذي أحاط العمل الناجح جدا الذي قدمه ليام جيليك، الذي ولد الفنان نفسه جزءا كبيرا منه.

بدت الشاشات والقواعد الشفافة ذات الألوان البراقة بمعرض وايت تشابل الذي أقامه جيليك، «طريق الغابات»، أنها تقدم صورة تجارية ليوتوبيا معمارية حداثية تجلب فيها شفافية الزجاج الضوء والنضارة والصفاء الذهني والانفتاح والطبيعة نفسها إلى المساحة الداخلية الكئيبة. إذا أخفق ذلك التصور، فهذا - على حد تعبير إرنست بلوخ اللافت للنظر - يعود إلى أن النافذة ذات الألواح الزجاجية التي تعود للثلاثينيات لم تطل على أي شيء مبهج، بل أطلت بالأحرى على العالم الرأسمالي والفاشي:

إن النافذة الضخمة التي أطلت على عالم خارجي يعمه الضجيج، كانت بحاجة إلى عالم خارجي مليء بالغرباء الفاتنين وليس بالنازيين، أما الباب الزجاجي حتى الأرض فاستلزم حقا إطلالة أشعة الشمس على المكان وتدفقها إليه، وليس أفراد البوليس السري النازي.

لطالما اهتمت أعمال جيليك بالموقف البيروقراطي والتكنوقراطي المعتدل الذي تتخذ منه معظم القرارات - في العالم المتقدم على الأقل - من قبل الساسة ورجال الأعمال ورجال التخطيط والإدارة. وهو يسأل بإلحاح: كيف يمكن التحكم في المستقبل القريب في موقف ما بعد اليوتوبيا؟ وفي ظل الافتقار إلى الأهداف المطلقة للافتداء الديني والمساواة أو الأمة المتوائمة والنقية، ما الرؤية الضمنية التي تدفع المستقبل قدما؟ يستعين جيليك في صناعة العمل بمادة من عالم المؤسسات التجارية - على غرار الألوان والشعارات وخطوط الطباعة - ويضعها في إطار جمالي عابث. في ظاهره، يهدف هذا الأمر إلى أخذ آلية البيروقراطية الذرائعية والدفع بها في نزاع مع نقيضها: علم الجمال العابث. بيد أن هذه لم تكن المهمة التي نفذت تماما؛ لأنه في حين أن محصلة العرض التجاري والسياسي هي نتيجة ذرائعية (المعادل الحسابي للشراء أو عدم الشراء، أو صوت آخر لصالح مرشح في الصندوق)، فإن الوسيلة إلى تلك الغاية - الموجهة عبر الوعي الإنساني والتحكم في البيئة - مشبعة بالأيديولوجية والجمالية.

إن في صنع عمل يسعى إلى ضرب مثل على التأثير الأيديولوجي والجمالي للبيروقراطية على العالم أكثر منه التوثيق، تكمن الخطورة في أن يصير الفن مماثلا لموضوعه. كان على جيليك التغلب ليس فقط على هذا الخطر، بل أيضا على صعوبات صنع أعمال فنية وعرضها في المعارض. عولجت المشكلة الثانية بصورة جزئية بأسلوب التجرد، فأعماله وكتبه لا تبدو تعبيرية أو تهكمية، وهذا سبب للشعور بالراحة الهائلة لدى مرتادي المعارض التقليديين. يبدو أنها لا تزعم أنها تحظى بمكانة خاصة باعتبارها أعمالا فنية، كما علق جيليك أن العمل الفني يصير إشكالية عندما يفترض الناس أنه يحمل أهمية متأصلة أكثر من البنى المعقدة الأخرى في العالم. مع ذلك تزيد هذه الخطوات، وهي نافعة في حد ذاتها، من الخطر الأول.

تتعامل أعمال جيليك مع هذا الخطر بعدة طرق - أبرزها العبث بالماضي القريب والمستقبل القريب - مستخدمة وسيلة تستند إلى تفكير والتر بنجامين الذي نظر بالمثل إلى البنى التجارية العتيقة وغير العصرية - ممرات التسوق المقنطرة بباريس - بحثا عن رؤى معمارية مثالية أذنت بيوتوبيا حداثية وشيوعية وشيكة. يتأمل جيليك البنى التجارية والإدارية لماض آخر قريب لا يمكن استعادته حتى اللحظة، وهو السبعينيات، في سبيل جعل البنى الأيديولوجية والجمالية الحالية بارزة وغريبة.

ثمة طريقة أخرى، ألا وهي الهجوم على الحركة الإنسانية. إن لهو جيليك الجمالي، في حين يبدو أنه يوفر فرصة للمشاركة والعمل والحوار الديمقراطي، غالبا ما يثبط تلك التوقعات، بالتنظيم الثابت للطاولات والكراسي الذي يتسم بالغرابة، ومن غير المحتمل أن يشجع على الحوار، وأيضا بكتالوج المعرض الذي وضع بعيدا عن متناول الجمهور، وكذلك بمخطوطة مزيفة ذات صفحات فارغة، وبوجه عام بالتنسيقات - رغم ألوانها التجارية المبهجة - التي تبدو معادية ومنفرة. من ثم ينكشف دور البيروقراطية - الإدارة غير الإنسانية للبشر - بدهاء. إن المعرض والمتحف - خادمي المؤسسات التجارية بوضوح متزايد - هما المكان البارز لعرض هذا الكشف، رغم مكانة الأعمال الفنية نفسها - باعتبارها تمثيلا لتلك الحالة بقدر ما هي رفض لها - تبقى متناقضة بشدة.

Bilinmeyen sayfa