وتتخذ المادة شكلا خلويا دائما لتكون حية، ففي باطن هذه الخلايا تتحول الحرارة والكهربا ومختلف القوى التي يميرها الهواء والأغذية إلى طاقات لا بد منها لنشر الحياة.
ويسير بعض القوى التي تتألف الحياة العضوية منها مثل عوامل عمي كالجاذبية، وعلى العكس تبدو قوى أخرى مدبرة ببصيرة عجيبة أعمالا أعلى بما لا حد له من التي يمكن أن يدركها - لا أن يحققها - أرقى العقول، وهذ إذا ما قيست بمستوى مداركنا البشرية دلت على ذكاء مدبر خارق للعادة.
ويظهر أن ذكاء عاليا يدير العمل الخلوي، وما كان لعالم ضمن نطاق العلم الحاضر أن يفك معضلات الفيزياء والكيمياء الهائلة التي يوجد لها حل بالخلايا الوضيعة في كل ثانية.
ويمكن أن يقاس أي من ذوات الثدي بمصنع واسع مشتمل على مليارات كثيرة من الخلايا المكرسكوبية، يمثل كل زمرة منها جمعية من العمال النشطاء،
3
وقد وضعت هذه الزمر تحت إدارة مراكز عصبية يمكن أن تسمى مراكز الإدراك الحيوي.
وتقوم كل واحدة من هذه الزمر الخلوية بوظائف مختلفة معينة تماما، وتصنع جموع من صغار الكيماويين بينها بلا انقطاع مركبات معقدة، فتوزعها أخرى حفظا للأعضاء.
والعمل داخل المصنع العادي سهل؛ وذلك لأن كل عامل يقوم بذات الأعمال دائما، وأما في المصنع الحي فعلى العامل أن يغير عمله باستمرار تبعا للأحوال، ومن ذلك أن حيوانا إذا ما حقن بسم ما أمرت مراكز عصبية مجهولة بعض الخلايا بصنع مركب يسمى أنتيكور، ويختلف باختلاف طبيعة السموم التي يجب أن تدفع.
وهكذا نفترض في الخلايا الحية وجوه معرفة أسمى من ذكائنا بمراحل، ولكن مع الاقتصار على أغراض معينة.
ولا يزال نظام هذه القوى مجهولا لدينا جهلنا لطبيعة القوى التي تفجر من الخلايا الدماغية مباني من الفكر خارقة للعادة. •••
Bilinmeyen sayfa