Vico'da Tarih Felsefesi
فلسفة التاريخ عند فيكو
Türler
هذه التنظيمات أوجدتها العناية الإلهية من خلال العادات البشرية لا من خلال القوانين لتدفع البشرية المبكرة الدفعة الأولى نحو اكتمال إنسانيتها، فكان ترويض العمالقة على الحياة البشرية بدافع من العقيدة والرغبة الطبيعية في بقاء الجنس البشري.
وتكون المجتمع الأسري الذي كان أول شكل من أشكال المجتمع البشري، ولكن المجتمع بالمعنى التام - الذي يقوم على مبدأ المنفعة - لم يبدأ إلا بظهور طبقة العبيد التي تكونت من العمالقة العصاة الذين استمروا في اختلاطهم البهيمي بالأشياء والنساء واضطرتهم قسوة الظروف الطبيعية إلى التماس النجاة في أماكن مسكونة فلجئوا إلى أراضي مجتمع الأسر؛ طلبا للحماية، وأصبحوا بمثابة عمال أو عبيد لدى الأبطال. عاش هؤلاء العمالقة حياة العبودية وأطلق عليهم اسم الأتباع
Clientes
إذ كان أولاد الأبطال وحدهم الأحرار. بهذا تشكل المجتمع من طبقتين: الأبطال الذين يمثلون طبقة النبلاء، والأتباع وهم العبيد الذين يحرثون الأرض ويزرعونها. وبهذا التنظيم الزراعي ظهر أول مجتمع إقطاعي في العصور الأولى. فطبقة النبلاء قامت على النظام الزراعي، لا عند الشعوب البربرية القديمة فحسب؛ بل كذلك في العصور البربرية الثانية، ثم تأسست المستعمرات البطولية والمدن التي كانت في الأصل أماكن مقدسة لجأ إليها البشر بحثا عن الأمان مثلما أسس كادموس مدينة طيبة أقدم مدينة يونانية، وكما أسس روميلوس مدينة روما ... إلخ.
أما عن المعاملات الاقتصادية فكانت المقايضة هي قانون الاقتصاد عن الأمم الأممية التي كانت تشغلها ضرورات الحياة ولم تكن تعرف التعاقد فلم يلجئوا إلى المال في معاملاتهم الاقتصادية بل إلى نظام المقايضة. وكان القول بمثابة تعهد أو التزام بنقل الملكية كما أكد ذلك قانون الألواح الاثني عشر. ونستخلص من طبيعة هذه التنظيمات البشرية الحقائق التالية: «أن نظام المقايضة لم يكن مقصورا على البيع والشراء فقط بل امتد إلى مقايضة الأراضي ليتم تبادل المحاصيل المختلفة.» «ولم يكن نظام تأجير المنازل معروفا بل كان ملاك الأراضي يؤجرون أراضيهم للبناء.» «وكان تأجير الأرض قائما على حق الاستزراع وهو ما يسمى باللاتينية
Clientela (أي حق الاستزراع) ومن ثم فإن كلمة
Clientes (أي أصحاب الحق في الاستزراع) جاء من كلمة
Clientes (أي الحارثين الزراعيين).» «لم يعرف نظام المشاركة في هذه العصور وكذلك لم يعرف نظام التوكيل أو التفويض، أي أن القاعدة التي كان يقوم عليها القانون المدني القديم هي «لا يصح للإنسان أن يحصل على شيء بواسطة شخص غير خاضع لسيطرته».»
21
وهكذا كانت صورة الاقتصاد في العصور الأولى التي لم تكن لديها قوانين مدنية بل بدأ القانون بداية أسطورية. ونلاحظ في الختام أن فيكو لم يطبق قانونه على المرحلة الثالثة من مراحل التطور وهي المرحلة البشرية؛ فقد تناول النظام الاقتصادي في المرحلة الأولى ثم أفاض في الحديث عن الاقتصاد البطولي الذي يمثل المرحلة الثانية، ولكنه مر مرورا سريعا على المرحلة الثالثة التي افتقرت إلى التطبيق والأمثلة، ولم يعتمد على أمثلة واقعية غير الأمثلة التي استقاها من هوميروس وغيره. والواقع أن أهمية النظام الاقتصادي عند فيكو ترجع إلى أنه يعد أساسا للسلطة السياسية، وهذا ما سنعرضه بالتفصيل في السطور التالية: (1-5) السياسة الشعرية
Bilinmeyen sayfa