وهذه القاعدة تدعو إلى انتهاز لذة الساعة، أو اللذة الراهنة لا لتستقوي علينا اللذة وتستعبدنا بل لنستقوي عليها ونستعبدها استعباد الفارس للجواد.
غير أن إردمان يدعو هذا طيشا إذا قيس برصانة أبيقور، فيقول: إن هذا الطيش الذي لا يجعل للمستقبل وزنا في حساب الحكيم هو الفارق بين هيدونية أرسطبس، ورصانة التفكير وقوة الأقيسة المنطقية، التي نلمسها في مذهب السعادة الإنسانية
Eudomonism
الذي وضعه أبيقور وأتباعه.
أما الأستاذ ترنر فيلخص رأي أرسطبس في أن السعادة هي الغرض من العمل، ويقصد بها السعادة الإنسانية على الضد مما يرى إردمان، أما المذهب القائل بأن السعادة تتكون عناصرها من اللذة الراهنة، فمذهب سقراط معكوسا، ودليل ترنر على هذا أن حكمة سقراط أجملت في قوله: «اعرف نفسك.» فعكسها أرسطبس قائلا: «نعم اعرف نفسك، لعلك تعرف إلى أي مدى يمكنك أن تنغمس في لذائذ الحياة، من غير أن تتجاوز الحد الذي تنقلب عنده اللذة ألما.» وعلى هذا يذهب ترنر إلى القول بأن تطبيق المذهب كما وضعه أرسطبس كان أميل إلى الفردية المادية
Materialistic Individualism
منه إلى المبادئ السقراطية، التي يدعي أصحاب الفكرة القورينية أن فكرتهم قد استمدت منها قواعدها.
وقد تظهر لنا الصعوبات العملية في تطبيق المذهب، وبخاصة في كيفية الحصول على أسمى درجات اللذة الفردية، من مجرد النظر في الفروق التي وقعت بين خلفاء أرسطبس .
فإن هجسياس قد أحس آلام الحياة إحساسا عميقا، حتى لقد شك كل الشك في إمكان الحصول على شيء، أو حالة يجوز لنا أن ندعوها «سعادة»
40
Bilinmeyen sayfa