Karl Popper Felsefesi: Bilim Metodolojisi … Bilim Mantığı
فلسفة كارل بوبر: منهج العلم … منطق العلم
Türler
واعتبرها أحد العوامل الرئيسية في تكوين الشخصية.
إذن أكد يونج على استعدادات فطرية يولد الإنسان مزودا بها، تؤثر على تلقيه الخبرات من البيئة، بل وتتطور بتطور الكائن الحي، وهذا تأييد آخر لنظرية بوبر المنهجية، وتعميق سيكولوجي لها، الفارق الوحيد هو تأكيد يونج على أن هذه الأنماط أو الاستعدادات تتأثر بالعنصر الجنسي البشري؛ أنماط السامي غير أنماط الآري ...
هذا لا يعني نظرية بوبر، لكن أيضا لا يضيرها، ولقد عكف يونج على دراسة علم الأساطير والدين والرموز القديمة، والطقوس وعادات الشعوب البدائية؛ مما جعله - بغير جدال - أعظم علماء النفس ثقافة وأعمقهم معرفة، وأشملهم فكرا.
40
لعل السبب الوحيد الذي جعل بوبر لا يلتفت إلى هذا التأييد السيكولوجي لنظريته هو أنه ببساطة يعتقد أن نظرية يونج لا علمية؛ لأنها من تيار التحليل النفسي، والتحليل النفسي ليس علما، كما سيثبت الفصل الرابع من الباب الثالث من هذا البحث. (4) المهم الآن أن هذه التوقعات، أو الاستعدادات، هي أساس حل المشكلة السيكولوجية؛ لأنها تجعل التكرار والتماثل مفروضين على الطبيعة، وليس بسبب أثر العادات الاستقرائية، ولو تعمقنا قليلا لوجدناها أساس حل المشاكل المنطقية أيضا، حيث لم نجد أي انتقال من وقائع مستقرأة إلى فروض؛ لأن فلسفة بوبر المنهجية قائمة على حجر زاوية راسخ، هو أن الفرض سابق على إدراك الوقائع وعلى التجريب، وكانت الاستعدادات الفطرية تأييدا علميا يعمق هذه النظرية اللااستقرائية حتى أبعد الأصول؛ لذلك يقول بوبر: إن حله للمشكلة السيكولوجية أهم وأسبق زمانيا من حله لبقية المشاكل الاستقرائية؛
41
المنطقية والبراجماتية. (5) لم يعد أمامنا الآن، أن استقراء من أي نوع كان، ولا في أية مرحلة من مراحل المعرفة، ولا في أي مجال من مجالات الحياة، وفي سياق الحديث السالف عن منطق العلم، لم يرد أي انتقال من وقائع إلى فرض جديد، لقد تخلص بوبر نهائيا من المعضلة التي أعجزت الفلاسفة منذ هيوم حتى رسل، أثبت هيوم أن الاستقراء لا يصلح أساسا منطقيا للعلم لكن لم يستطع التخلص منه بسبب ما ادعاه من إثبات سيكولوجي له، فظل الاستقراء جاثما على الصدور حاكما على حياتنا المعرفية والعلمية باللاعقلانية، أما بوبر فقد استأصله من أعمق أعماق جذوره، إن كان له جذور أصلا.
ولكن أولم نر الاستقراء صرحا أعظم يتفانى في الإخلاص له العلماء وفلاسفة العلم؟ هل يمكن أن نقول ببساطة: ليس هناك استقراء؟ الواقع أن بوبر فعلا قال هذا، لكن لم يقله ببساطة، بل تحدث حديثا طويلا مدعما بالأدلة العلمية التجريبية والنظريات السيكولوجية والبراهين المنطقية؛ ليثبت أن الاستقراء خرافة، فماذا قال بوبر في هذا الحديث؟
الفصل الرابع
الاستقراء خرافة
Bilinmeyen sayfa