Ahlak Felsefesi Üzerine Tartışmalar
مباحث في فلسفة الأخلاق
Türler
يقول ابن خلدون في مقدمته:
إن أهل البدو أقرب إلى الشجاعة من الحضر، وأصله أن الإنسان ابن عوائده ومألوفه لا ابن طبيعته ومزاجه، فالذي ألفه في الأحوال حتى صار خلقا وملكة وعادة، تنزل منزلة الطبيعة والجبلة.
44
ويقول الفيلسوف الإسلامي المعروف أبو علي ابن سينا البخاري (370-428ه):
ويمكن للإنسان متى لم يكن له خلق حاصل أن يحصله لنفسه، ومتى صدفت نفسه عن خلق حاصل جاز أن ينتقل بإرادته عن ذلك إلى ضد ذلك الخلق. والذي يحصل به الإنسان لنفسه الخلق ويكتسبه متى لم يكن له خلق، أو ينقل نفسه عن خلق صدفت نفسه عنه؛ هو العادة، وأعني بالعادة تكرير فعل الشيء الواحد مرارا كثيرة زمانا طويلا في أوقات متقاربة، فإن الخلق الجميل إنما يحصل عن العادة، وكذلك الخلق القبيح.
ويقول مسكويه في كتابه «تهذيب الأخلاق» كما قدمنا، عند كلامه على الحال النفسية التي تنقلب خلقا:
ومنها ما يكون مستفادا بالعادة والتدرب، وربما كان مبدؤه بالروية والفكر، ثم يستمر عليه أولا فأولا حتى يصير ملكة وخلقا، ويقول علماء التربية: «العادة طبع ثان.»
من ذلك كله نعلم ما للعادة من أثر في تكوين الأخلاق، الحسن منها والقبيح، فإن تعود العمل الطيب وأخذ النفس به يجعله في النهاية خلقا حسنا، كذلك تعود العمل القبيح، ومزاولته كثيرا يصيره خلقا سيئا.
وليس الآن موضع الكلام عن العادات وتكونها وخطرها، فموضع ذلك عند الكلام على السلوك، وإنما الكلام هنا عن الأساليب التي يسلكها المربون في تكوين الأخلاق، ومبلغ صلاحية كل منها ، بعد أن عرفنا قيمة العادة في هذا التكوين. (4-1) الوعظ والإرشاد
يرى بعض المربين أن تربية الأخلاق الفاضلة تكون بالوعظ والإرشاد، وتفهيم المربي حقيقة الفضيلة حتى يغرى بها، وحقيقة الرذيلة وسوء مغبتها حتى ينأى بنفسه عنها.
Bilinmeyen sayfa