Yüz Yılda İngiliz Felsefesi (Birinci Bölüm)
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
Türler
وقد ذاعت شهرته دوليا منذ وقت بعيد، وهو يرى أن حياة الإنسان البدائي كان يحكمها السحر أكثر مما تحكمها المعتقدات الخاصة بحيوية الطبيعة، ولما كان السحر يرمي إلى السيطرة على القوة الطبيعية، فإنه أقرب إلى العلم منه إلى الدين، أما هذا الأخير فلم يظهر إلا بعد وقت متأخر جدا، حين أهاب الناس بقوى أعلى بعد أن بلغت قوى مداها، وحين حل الخوف والأمل والتفاؤل والتشاؤم محل الرغبة في السيطرة. ويظهر استمرار تأثير سبنسر ودارون بوجه خاص في عمل عالم أنثروبولوجي حي آخر،
17
وهو إدوارد وسترمارك
Edward Westermarck (ولد سنة 1862)، وهو فنلندي استقر منذ وقت طويل في إنجلترا وأصبح أستاذا لعلم الاجتماع بجامعة لندن من سنة 1907 إلى سنة 1930، ومن كتبه المشهورة، «تاريخ الزواج البشري
Hist. of Human Marriage » (1891، الطبعة الخامسة في ثلاثة مجلدات سنة 1921) وقد عالج مشكلات الأخلاق في كتابين، «أصل الأفكار الأخلاقية وتطورها
The Origin and Development of the Moral Ideas » (في مجلدين، 1906-1908، الطبعة الثانية 1912-1917) و«النسبية الأخلاقية
Ethical Relativity » (1932)، وتظهر في الكتابين نزعته التطورية بكل وضوح؛ إذ إن معالجته للظواهر الأخلاقية من حيث نشأتها وتطورها تؤدي حتما إلى النسبية الأخلاقية. وهو يرى أن كل المحاولات التي ترمي إلى الاهتداء إلى أساس لصحة موضوعية مزعومة للأحكام الأخلاقية، كمحاولتي المذهب العقلي والحدسي، تتعارض حتما مع حقائق التطور الأخلاقي. وهو يرى مثل هيوم أن الانفعال، لا العقل، هو أصل الحكم الأخلاقي والمتحكم فيه، والانفعال ذاتي قطعا. وقد حاول أن يتعقب أصل الظروف الانفعالية لأحكامنا الأخلاقية التلقائية، بل والنظريات الأخلاقية الأولية ذاتها كنظرية كانت. فالانفعالات الأخلاقية - التي تتميز عن غير الأخلاقية بتنزهها وشمولها - تستمد كلها من الاستحسان والاستهجان، بحيث يكون الأول هو أصل الانفعالات الإيجابية، والثاني أصل الانفعالات السلبية (التي يدرج ضمنها الشعور بالإلزام الخلقي). فالانفعالات دائما أسباب الأحكام الأخلاقية لا نتائجها، وما المبادئ الأخلاقية إلا تعميمات لمثل هذه الأحكام المشتقة، وفضلا عن ذلك فالانفعالات الأخلاقية ليست آخر الأمر فردية، وإنما هي اجتماعية في طابعها وأصلها، وقد كان وستر مارك يؤكد دائما ارتباط الأخلاق بعلم الاجتماع.
ولنعد من هذه التفرعات للمذهب التطوري، وهي تفرعات خارجية إلى حد ما، إلى مظاهره ذات الطابع الفلسفي الأوضح، فننتقل إلى جورج هنري لويس
George H. Lewes (1817-1878)، الذي كان أهم ممثلي المذهب التطوري في المجال الفلسفي بعد سبنسر، وكان ينتمي، بفضل ذهنه الرحب، إلى مجال الأدب بقدر ما ينتمي إلى مجال الفلسفة، وهو معروف لدى جمهرة القراء بصلته الرومانتيكية بجورج إليوت، وترجمته لحياة جيته (وهي ترجمة انتشرت في ألمانيا على نطاق واسع) أكثر مما هو معروف بمؤلفاته الفلسفية،
18
Bilinmeyen sayfa