Yüz Yılda İngiliz Felsefesi (Birinci Bölüm)
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
Türler
Hartley ،
3
ومن ثم فقد كانت معارضته صريحة للمذهب الحدسي في المدرسة الاسكتلندية، ولقد عاد ثانية إلى تأكيد أهمية الفاعلية الآلية للذهن، وأدخل مرة أخرى منهج التشريح النفسي، ومعه الكيمياء النفسية، وتشبث بفكرة تحليل الظواهر الذهنية إلى أبسط أجزائها (الذرات النفسية )، وأحيا من جديد قانون التداعي أو الترابط بوصفه القانون الأساسي للحياة النفسية، وكذلك النظرة الظاهرية
في نظرية المعرفة، وهكذا أعاد من جديد إلى الحياة كل مجموعة الأفكار المنتمية إلى النظرية الفلسفية الكلاسيكية، ولقد اقتربت آراؤه من هارتلي أكثر مما اقتربت من لوك وهيوم، ولكنه امتنع عن جميع التفسيرات الفسيولوجية، واقتصر على مجرد استطلاع مجال الشعور أو الوعي النفسي، وكانت لديه قدرة فائقة على التحليل، كما تشبث بإصرار بمبدئه الأساسي في التداعي، وحسن منهجه، ودعم مذهبه، وأتى بمواد تجريبية جديدة، ولكنه لم يتخل أبدا، في أية نقطة هامة، عن الأسس التي حفظها وأكدها التراث، وهنا أيضا لعب مل دوره المميز، أعني دور الوسيط؛ وذلك بأن أدى في مجال الدراسات النظرية نفس الخدمة التي أداها مل في المجال العملي، أعني تجديد الفكر بروح الفلسفة الإنجليزية الكلاسيكية، وأن أهميته التاريخية لترجع إلى أنه دفع علم النفس ونظرية المعرفة دفعة قوية إلى الأمام، ولدت سلسلة طويلة من النتائج الأخرى، وظلت على قوتها حتى قرب نهاية القرن الماضي على الأقل.
ولقد كانت فلسفة جون ستيوارت مل، وهو أعظم مفكر تجريبي في القرن التاسع عشر، تمثل نموا عضويا من الوضع الفلسفي الذي أوجده بنتام وجيمس مل، وقبل أن ننتقل إلى الحديث عنه، ينبغي أن نذكر أسماء بعض الشخصيات التي يقع مولدها بين مل الأكبر ومل الأصغر، والتي ترتبط بهما ارتباطا وثيقا. ولقد كان المشرع جون أوستن
J. Austin (1790-1859)، والمؤرخ جورج جروت
G. Grote ، شقيق الفيلسوف جون جروت، الذي سيأتي ذكره فيما بعد؛ كان هذان من بين الأصدقاء المقربين إلى مل الأب ومل الابن، وكانا في البداية صديقين حميمين للأب، ثم نمت بينهما وبين الابن صداقة أبوية متينة. ولقد قام أوستن، الذي ظل بضع سنوات أستاذا للقانون في جامعة لندن، بدراسة منظمة دقيقة لمجال القانون من وجهة نظر مذهب المنفعة، ووضع في كتابه المشهور، تحديد مجال الدراسة التشريعية
The Province of Jurisprudence Determined (1832)، أسس فلسفة للقانون،
4
ولكن علاقته بأوساط مذهب المنفعة قد تعقدت بفعل مؤثرات أتت إليه من المدرسة التاريخية في القانون ومن الرومانتيكيين الألمان؛ إذ إنه عاش خلال النصف الثاني من العقد الثالث من عمره فترة طويلة طالبا في هيدلبرج وبون، حيث تعرف إلى شخصيات مثل سافيني
Bilinmeyen sayfa