206

Yüz Yılda İngiliz Felsefesi (Birinci Bölüm)

الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)

Türler

118

مؤكدا أن للحياة الذهنية طابعا غرضيا غائيا، واستخدم هذه الفكرة في محاربة النظريات الآلية، فأعلن أن النظرة الآلية إلى العالم هي نظرة ذات قيمة أدنى يتضح آخر الأمر بطلانها، ولا تصح دون قيد أو شرط حتى على العالم غير العضوي، ما دام للذرة ذاتها قدر من الفردية، مهما كانت ضآلته، وإلى هذا الحد لا يمكن استبعادها من التركيب الغائي الذي يتغلغل في جميع أرجاء الوجود. على أن هذه الآراء كادت ترغمه على أخذ بعض العناصر الهامة من المذهب البرجماتي الذي كان عندئذ في بداية ظهوره، ومن المؤكد أنه تنازل لهذا المذهب في نواح كثيرة. وللمرء الحق في أن يشك جديا فيما إذا كان هذا الربط بين الميتافيزيقا القائمة على فكرة المطلق، وبين الفلسفة البرجماتية في الحياة، قد ساهم في تأكيد اتساق مذهبه ووحدته. ونستطيع أن نقول إنه نظرا إلى التوتر الشديد الذي كان قائما عندئذ بين ممثلي هذين الطرفين، كان على الأقل خطأ منه في «التكتيك». على أن التنافر التام بين المذهبين سرعان ما فرض نفسه عليه، فدخل في خلاف مع شيلر، ولما وجد نفسه محاصرا ومحرجا تخلى عن قدر كبير من برجماتيته، وتجلى ذلك في كلامه عن طبيعة العلوم الوضعية ومناهجها، وفي رأيه في العلية وغيرها من المبادئ العامة التي رأى أنها ليست بديهيات، وإنما مصادرات (وهنا كان متأثرا على نحو مباشر بمقال لشيلر ظهر حديثا في ذلك الحين، أي في 1902، بعنوان «البديهيات بوصفها مصادرات

Axions as

»، وكذلك في تأكيده أن العنصر الإرادي الاختياري ماثل في كل تجربة، ورفضه لفكرة السعي المنزه إلى الحقيقة. أما آراؤه في مناهج المعرفة العلمية فتكاد تكون مماثلة تماما لآراء كارل بيرسون في كتابه «قواعد العلم

Grammar of Science »، وأخيرا نستطيع أن نلاحظ من آن لآخر تشابها مع فلسفة التجربة الخالصة عند أفناريوس

Avenarius .

119

فإذا ما تأملنا تفكير تيلور الفلسفي في مجموعه، أمكننا أن نقول إنه أغنى وأعقد من أن يفهم فهما جامعا مانعا، أو يدرج تحت وصف واحد، فهو يلمع بألوان متعددة استمدها من المصادر المختلفة التي أضاءته، وكثيرا ما عمل على حرق سفنه من خلفه، والزحف قدما لاحتلال ممالك جديدة، غير أنه يفتقر إلى التركيز، بحيث إنه لم يبعث وحدة باطنة في الميادين المختلفة المتعددة التي استمد منها ثقافته واتخذها موضوعا لبحثه، فتفكيره صورة أمينة لذلك الشقاق العميق، الفلسفي وغير الفلسفي، الذي يتصف به عصرنا؛ هذا العصر الذي اتخذ من الإيمان ملجأ، ولكنه لم يصبح بذلك أقوى تفكيرا. وربما كان ذلك المذهب أوضح مظهر على مدى إخفاق الفلسفة الإنجليزية، حتى في يومنا هذا، في الوصول إلى أي هدف، واستمرارها في تلمس الطريق.

تلقى تمبل تعليمه الفلسفي في كلية باليول بأكسفورد على إدوارد كيرد، وظل يذكر لهذا الأخير أنه أفضل مثل لشخص لا يقتصر على تعليم الحياة الروحية، وإنما يحياها على أكمل وجه أيضا. وعن طريق كيرد اتصل منذ وقت مبكر بعالم الفكر المثالي، الذي التزمه على الدوام فيما بعد في سعيه إلى الوضوح الفلسفي. وهو ينتمي إلى تلك الفئة من اللاهوتيين المتفلسفين التي كان عددها في إنجلترا أكبر منه في أي بلد آخر، والتي كان باركلي ممثلا متقدما وبارزا لها. ولم تكن فلسفته إشباعا لحاجة نظرية، بقدر ما كانت تبريرا لنظريته الدينية واللاهوتية، فمهمتها هي التوفيق بين الإيمان والمعرفة، وإيجاد أساس نظري لمذهب ألوهي ثبت في ذهنه من قبل.

ويعرف تمبل مذهب الألوهية بأن الفرض القائل إن الأساس النهائي للكون إرادة، وبأن هذه الإرادة تحقق غاية، وإن هذه الغاية تبدو لنا - نحن الموجودات المتناهية - خيرة، هذا الفرض يستمد دعامته من تجربتنا الأخلاقية والدينية، فالواقع إذن تعبير عن الإرادة الإلهية، وله مستويات أو مراحل متعددة، تجمع بينها عملية نمو واحدة. ولو نظرنا إلى سلسلة المراحل زمنيا لوجدناها تتحرك من الأدنى إلى الأعلى، أما لو تأملناها من حيث دلالتها العامة، لانعكس هذا الترتيب؛ ذلك لأنه على الرغم من أن الأعلى يفترض الأدنى مقدما من الوجهة الواقعية، فإن الأدنى لا يقدم أي تفسير لمعنى الأعلى، فالتحديد والمعنى يصيران من أعلى إلى أدنى، بحيث إن معنى الأدنى لا يتكشف إلا بظهور المرحلة الأعلى التالية له. وعلى ذلك فإن الأعلى يكمن - بالإمكان أو بالقوة - في الأدنى، ثم ينبثق عنه ليكون مرحلة جديدة، وهناك أربع مراحل رئيسية للوجود، يتميز بعضها عن البعض تميزا واضحا، هي المادة والحياة والعقل

Bilinmeyen sayfa