Hint Felsefesi: Çok Kısa Bir Giriş
الفلسفة الهندية: مقدمة قصيرة جدا
Türler
الثراء والتنوع في الفكر الهندي
تزخر الهند بتراث طويل وثري ومتنوع من الفكر الفلسفي يمتد لما يقرب من ألفيتين ونصف الألفية، ويتضمن العديد من التقاليد الدينية الكبرى. ويحظى الدين في السياق الفلسفي بأهمية كبيرة؛ لأن العادة في الهند جرت على اعتقاد أن دور الفلسفة - أو بالأحرى محاولة فهم طبيعة ما يركز المرء عليه - يرتبط ارتباطا مباشرا بالمصير الشخصي للفرد؛ ومن ثم فإن الفلسفة لا تعتبر نشاطا فكريا احترافيا يمكن ممارسته في نهاية يوم العمل، بل محاولة لفهم الطبيعة الحقيقية للواقع باعتبارها مطلبا داخليا روحيا. ويمكن القول إن ما يطلق عليهما الغربيون الدين والفلسفة يجتمعان في الهند في محاولات الأشخاص فهم معنى وتركيبة الحياة بالمعنى الأوسع. وتشبه هذه المحاولات طريقة سقراط أكثر مما تشبه الدين بصفته إيمانا بالوحي، وأكثر مما تشبه الفلسفة بصفتها مادة أكاديمية.
التفكير والإيمان
إن مسألة طبيعة الفلسفة الهندية من المسائل التي يهمنا فهمها من البداية؛ ومن ثم فهي تستحق الاستفاضة فيها بعض الشيء. في الغرب، بالتأكيد منذ أن فصل الفيلسوف الألماني العظيم إيمانويل كانط بين الرب وبين ما اعتقد أنه من الممكن معرفته عن طبيعة الأشياء من خلال التفكير، أصبح يوجد فرق واضح بين الفلسفة والدين، وأصبح الدين يعتبر مجالا لا يسمح فيه فحسب ب «الإيمان بالغيبيات»، بل يطلب هذا الأمر في بعض الأحيان، وقد تعطى الأولوية لما يزعم صحته أشخاص معينون فقط بسبب مواقعهم وهوياتهم (وهذا يعني الإيمان بصحة كلامهم بغض النظر عما إذا كانت صحته ممكنة الإثبات أو حتى مثيرة للجدل)؛ وأصبحت توجد مستويات متفاوتة من «الغيرية»؛ مثل وجود إله متعال، أو كائنات ذات مكانة أو معرفة تفوق البشر أو تخرق الطبيعة، أو وجود أنواع مختلفة من مصادر القوى الفائقة للبشر أو الخارقة للطبيعة، وكل هذه العوامل أو أي منها «يؤمن» بها معتنقو التقاليد الدينية المختلفة؛ إما إيمانا مطلقا لا يخالطه شك، أو في إطار الشك والتساؤل، ويسمى هؤلاء الأشخاص ب «المؤمنين».
وتوجد نقطة أساسية لهؤلاء المؤمنين تتمثل في أنهم يعتقدون أيضا أن ممارسة دينهم ترتبط ارتباطا مباشرا بمصيرهم. وتختلف تفاصيل هذه العلاقة؛ فبعضهم يعتقدون أن حياتهم في المكان والزمان الحاليين تتأثر بمعتقداتهم وممارساتهم الدينية، وبعضهم يعتقدون أنهم يحصدون نتائج تلك المعتقدات والممارسات بعد الموت فقط، وبعضهم يعتقدون أن ما يحدث لهم في الحياة الحالية وكذلك بعد الموت ينتج مباشرة عن معتقداتهم وممارساتهم الشخصية، بينما يعتقد آخرون أن مصائرهم تحددها تماما القوة «الغيرية» المتعالية الفائقة للبشر التي يؤمنون بها، وأخيرا يعتقد البعض أن مصائرهم يحددها مزيج من الاثنتين. وبغض النظر عن التفاصيل المفهومة، فإن وجود هذه العلاقة بين المعتقدات والممارسات الدينية ومصير الفرد - خاصة بعد الموت - هو السبب في أن يشار إلى الأديان بأنها سوتريولوجيا أو «أنظمة خلاص». «الدين باعتباره سوتريولوجيا»:
كلمة سوتريولوجيا مشتقة من كلمة إغريقية هي «سوتر» وتعني «المخلص». وفي الاستخدام الشائع، ليس من الضروري لأحد النظم العقائدية أن يكون لديه شخصية مخلص فعلية كي يوصف النظام نفسه بأنه سوتريولوجيا؛ فالنقطة الأساسية هي أن مصير المؤمنين بهذا النظام العقائدي يعتقد أنه يرتبط ارتباطا مباشرا بمعتقداتهم وممارساتهم.
وعلى النقيض من هذه النظرة، فمنذ كانط أصبح مبحث الفلسفة مهتما على نحو أساسي بالبحث عما يمكن معرفته عن طبيعة وتركيبة الحقيقة من خلال النقاش العقلاني وحده، وهذا يعني أنه أيا كانت الموضوعات المحددة التي يشغل الفلاسفة أنفسهم بها، فإنه يجب أن تكون طريقتهم في مناقشتها شديدة المنطقية؛ بمعنى أنه لا يسمح بالإيمان بما لا يمكن إثباته، ولا توجد كلمة تعلو على كلمة العقل، وليس ثمة جزء في هذه الممارسة يعتبر أي شيء غير كونه محاولة فكرية بشرية. علاوة على ذلك، يعتبر التفلسف، بغض النظر عن الموضوع الذي يناقشه، محض غاية فكرية في حد ذاته، وليس له أي أثر على الفرد مطلقا؛ فالفلسفة ببساطة ليست لها علاقة بالسوتريولوجيا، وفي واقع الأمر هذه سمة مهمة تميزها عن الدين.
توجد ملاحظتان مهمتان عن الفرق بين الدين والفلسفة؛ أولى هاتين الملاحظتين هي أنه على الرغم من الاختلاف بين الدين والفلسفة، فإن كلا المجالين يتشاركان في عدد من الاهتمامات المشتركة، والملاحظة الثانية هي أنه حتى في الغرب لم يكن هذا الفرق واضحا دائما. وتكمن أوجه التشابه في أن كلا من الدين والفلسفة يهتمان في الأساس بطبيعة الحقيقة؛ فعلى سبيل المثال، لنفترض أن أحد الأديان يقر التعاليم التالية: هناك رب يقره هذا الدين، وهذا الرب متعال تماما عن الكون الذي نعرفه، وهو خالق كل شيء، والعالم المخلوق يشمل بشرا بأرواح خالدة، وسلوك الفرد يؤثر على حياته الآخرة. حتى من هذا القدر القليل من المعلومات يمكننا أن نعرف أنه وفقا لهذا الدين فإن الحقيقة تتكون من نوعين من الكائنات المستقلة تماما بعضها عن بعض (وهما في هذه الحالة الإله، وغير الإله)، وأنه لا يمكن أن يوجد أي شيء آخر؛ لأن الرب هو خالق كل شيء. ونعلم أيضا أن جزءا على الأقل من الكائنات غير الإلهية يتسم بأنه جماعي (أي يجمع كل الأرواح الفردية) وأنه خالد كذلك. وببساطة، فهذه النقطة الأخيرة تخبرنا بشيء مهم عن طبيعة البشر، فهم في أنفسهم جزء من الحقيقة يمكن أن يتكون بأي عدد من الطرق. وبالإضافة إلى ذلك، فإننا نعلم أن نوعا من الأنظمة السببية يربط السلوك الحالي بشكل مجهول من أشكال الوجود المستقبلي .
وعلى الرغم من وجود جوانب أخرى كثيرة عن طبيعة الحقيقة قد يهتم المرء بمعرفتها، وقد يكون للدين ما يقوله عنها أيضا، وعلى الرغم من أن هذا المثال يتسم بالعمومية؛ فإن ما يذكره يتناول اثنين من الموضوعات الأساسية التي تهم الفلسفة أيضا، وهما: كيفية تكون الحقيقة في الأساس، وطبيعة البشر.
ومن الاهتمامات الأخرى المشتركة بين الدين والفلسفة طريقة توصل المرء لمعرفة إجابات مثل هذه الأسئلة الرئيسية؛ ففي حالة ذلك الدين المفترض، لو كانت التعاليم تعطى عن طريق رب يفوق البشر يسلم المؤمنون بكلامه بوصفه الحقيقة، فإن هذه المعرفة مكتسبة من خلال «الوحي» أو ما يمكن أن نسميه «الشهادة اللفظية». وفي الحقيقة، كلنا نعتمد على الشهادة اللفظية إلى حد كبير في حياتنا اليومية؛ فالأشخاص الذين لم يسافروا مطلقا إلى قارة أنتاركتيكا، على سبيل المثال، يسلمون بصحة روايات الأشخاص الذين رأوا القارة في المكان الذي تحدده الخريطة. وكون المخاض عملية مؤلمة يعد أمرا مسلما به لدى الأشخاص الذين لم ينجبوا؛ اعتمادا على كلام أولئك الذين خاضوا هذه التجربة. وجميعنا نطلع على كل أنواع الأشياء على نحو منتظم على أساس شهادة المراسلين الصحفيين والمعلمين والكتاب والعلماء والباحثين الخبراء وغيرهم. وفي المواقف اليومية، من الممكن التأكد من صحة المعلومات المكتسبة بهذه الطريقة ولو مبدئيا على أقل تقدير. وما يجعل الموقف الديني مختلفا ليس وسيلة المعرفة إنما هو استحالة التأكد من صحة المعلومات المكتسبة؛ فالمعلومات التي يقدمها معلم الدين لا يمكن سوى التسليم بصحتها على أساس الثقة أو «الإيمان بها». والفيلسوف سيعتبر عدم القدرة على التحقق من المعلومة أمرا غير مقبول، ولن يعتبر المعلومة التي تتحدث عن طبيعة الحقيقة صحيحة. وعند تناول الموضوعات نفسها، سوف يعتمد الفيلسوف فقط على عمليات المعرفة العقلانية أو المنطقية. والفلسفة بهذه الطريقة تهتم على وجه التحديد بما يعرف باسم «حدود المعرفة»، وهذا يعني أن الفلسفة تسعى إلى وضع معايير يمكن وفقا لها تحديد ما إذا كان من الممكن اعتبار أن البيانات معرفة مقبولة على أساس مشروع أم لا. ويشار إلى نظريات المعرفة (الطريقة التي نعرف بها) باسم الإبستيمولوجيا.
Bilinmeyen sayfa