Felsefenin Türleri ve Sorunları
الفلسفة أنواعها ومشكلاتها
Türler
ما دامت تبدو وكأنها تجعل الله والكون شيئا واحدا. ولقد كانت التجربة الصوفية في بعض الأحيان اتصالا مباشرا بالله ، يبلغ من الوثوق حدا يجعله يؤلف اتحادا أو هوية مؤقتة. والواقع أن كتابات الصوفية زاخرة بالإشارات إلى «الواحد»، وقد يكون معنى اللفظ في هذه الحالة هو الله أن الوجود الكلي الذي يندمج فيه الله والكون على نحو ما.
الطابع المباشر لمعرفة المتصوف : إن أوضح ما تتصف به التجربة الصوفية وتتميز به طريقة المعرفة هذه من جميع المصادر العادية للمعرفة هو طابعها المباشر. ذلك لأن أي مصدر آخر - سواء أكان إدراكا حسيا أم استدلالا عقليا أم سلطة - لا يمكنه أن يعطينا إلا معرفة غير مباشرة، أو معرفة توسطية. فهناك في كل حالة شيء يقف بيننا وبين الواقع الحقيقي. هذا الحاجز قد يكون هو الجهاز الحسي، أو الخطوات المتعاقبة في سلسلة الاستدلال، أو الأذهان والمخطوطات التي نقلت بها السلطة إلينا؛ ففي كل حالة نكون بعيدين مرحلة واحدة على الأقل عن الواقع الحقيقي. أما المعرفة المباشرة فلا نكتسبها إلا بالحدث والتجربة الصوفية. فهي وحدها التي تستطيع استبعاد كل توسط من عملية المعرفة، وجلب الذات أمام الموضوع وجها لوجه بطريقة لا نظير لها، بل إن الذات والموضوع يصبحان في بعض التجارب الصوفية شيئا واحدا، وهنا يبلغ الطابع المباشر أعلى درجاته.
تفسيران متعارضان للتجربة الصوفية : ينبغي أن نلاحظ أن الصوفية، كما وصفناها حتى الآن، تنطوي على القول بأن الحس والعقل غير قادرين على إعطائنا معرفة حقة. كما أنها تتضمن القول بأن لغة الكلام تعجز عن وصف طبيعة تلك المعرفة بعد أن نكون قد تلقيناها. وبالاختصار، فالواقع الحقيقي لا يفهم إلا بطريق فردي مباشر، وهو في أساسه تجربة خاصة، لا توصف ولا تقبل المشاركة.
وهناك مدرستان فكريتان تقدمان تفسيرين متعارضين لمصدر هذه التجربة. فتفسير المذهب الطبيعي يرجع أصل تجاربنا الحدسية إلى ذاك العالم الذهني الخفي الغامض الواسع، الذي تتضافر فيه الغريزة مع الذاكرة مع اللاشعور، والذي لم يتغلغل علم النفس فيه حتى الآن إلا قليلا. فأصحاب المذهب الطبيعي يبدون إعجابهم، مثلا بالدراسات النفسية للإدراكات الحسية دون العتبية.
5 ⋆
فقد أثبتت هذه الدراسات بطريقة قاطعة أن ما يعده كثير من الأشخاص «حدسا» إنما هو ناتج عن إدراكات حسية أضعف من أن تدخل في نطاق الوعي، ولكنها قادرة مع ذلك على توجيه السلوك. وعلى ذلك فعندما يصبح شخص معين «شاعرا عن طريق الحدس» بأن الحجرة التي كان يظنها شاغرة تضم الآن شخصا آخر غيره، على الرغم من أنه لم يسمع أو ير الشخص الآخر، وهو يدخل من وراء ظهره، يكون ما حدث بالفعل هو أن الشخص الآخر الذي دخل الغرفة «في صمت» قد أصدر بالفعل أصواتا أضعف من أن يستمع إليها الشخص الأول عن وعي، ولكنها مع ذلك أدركت الهواء بدرجة تكفي لكي يستجيب جلد الشخص الأول لحركة الهواء دون أن يتأثر وعيه بطريق مباشر أيضا. والواقع أن أمثال هذه التفسيرات العلمية تؤثر في أنصار المذهب الطبيعي تأثيرا قويا، وتجعلهم يؤمنون بأن كل ما يسمى بالتجارب الصوفية قد تفسر، ذات يوم، تفسيرات طبيعية.
ولا حاجة بنا إلى القول بأن من يؤمنون بالتجربة الصوفية بوصفها المصدر النهائي للمعرفة يرفضون أي تفسير كهذا، وإنما هم يؤمنون بدلا من ذلك بأن لهذه الحدوس أصلا خارقا للطبيعة. فهم ينسبون هذه التجربة إلى مصدر أقل دينونة وذاتية؛ أعني إلى الله أو إلى نوع من «العقل» الكوني؛ ومن هنا كان من المنطقي بالنسبة إلى أي شخص يقبل مثل هذا التفسير الخارق للطبيعة أن يؤمن إيمانا قويا بهذه التجارب بوصفها مصدرا موثوقا منه للمعرفة. أما تفسير المذهب الطبيعي فهو يضع المعرفة المكتسبة من هذا الطريق ضمن نفس فئة السلوك المدفوع بالغريزة. وهو يرى أنه قد يكون من الممكن الاعتماد على الاثنين عندما يخضعان لتحكم العقل ولاختبار التجربة، ولكنهما في ذاتهما غير كافيين بوصفهما طريقة للمعرفة أو مرشدا للسلوك. وفي مقابل ذلك يعتقد معظم المتصوفة أن التجارب الصوفية لا يمكن أن تقارن بأشياء طبيعية كالغرائز البيولوجية. فمثل هذا التفسير لا يؤدي فقط إلى الحط من شأن التجربة الصوفية، بل إنه يقلل من أهميتها؛ ذلك لأن هذه التجربة تأتي من مصدر أعلى، وهذا الأصل فوق الطبيعي هو (في نظر الصوفية) ضمان كاف لجعلها تجارب موثوقا منها. (4) مصادر المعرفة: المذهب العقلي
إن أولئك الذين يرفضون الحدس بوصفه حلا لمشكلة المعرفة، ينحازون عادة إلى صف العقل أو التجربة بوصفهما مصدرين للمعرفة أفضل من المصدر السابق. ويعرف مؤيدو كل من هذين المصدرين باسم العقليين والتجريبيين على التوالي. وعلى حين أن أفراد المدرستين كثيرا ما يتنازعون فيما بينهم، فإنهم يتفوقون على أنه لا مجال للتصوف في مزاجهم. وليس في هذا ما يدعو إلى الاستغراب؛ إذ إن الصوفي، كما رأينا من قبل، يتشكك في العقل والتجربة، ولا يقبل بالطبع إلا التجربة الصوفية.
على حين أن المذهب العقلي، بمعناه الدقيق، يمثل حركة تاريخية بلغت قمتها في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ولا يمثل مدرسة معاصرة واضحة المعالم، فإنه يمثل في الوقت ذاته اتجاها متكررا للذهن، وهو اتجاه يمكن أن نجد له أمثلة في تفكير أي عصر. ويرى المذهب العقلي، بوجه عام، أن الصورة المثلى للمعرفة هي تلك التي يمثلها البرهان الرياضي، فمثل هذه البراهين تبدأ ببديهيات، أو حقائق واضحة بذاتها، وتصل، عن طريق سلسلة من الاستنباطات المتدرجة إلى نتائج منطقية، ضرورية، لا رجوع فيها، وتقدم إلينا الهندسة الإقليدية المثل الكلاسيكي لتطبيق هذه المناهج العقلية. فهي تبدأ بمجموعة من البديهيات التي تقبل على أنها واضحة بذاتها (مثل: «الأشياء المتساوية المضافة إلى أشياء متساوية تعطينا أشياء متساوية» و«الخط المستقيم أقصر مسافة بين نقطتين»، وغيرها)، ثم تثبت سلسلة من النظريات عن طريق قضايا تستمد بالاستنباط من البديهات الأصلية والمصادرات المتصلة بها. والعملية كلها عملية استدلال دقيق جدا، كما يتذكر كل طالب درس الهندسة في المدارس الثانوية.
من أين تأتي الحقائق «الأولية»؟
Bilinmeyen sayfa