Felsefenin Türleri ve Sorunları
الفلسفة أنواعها ومشكلاتها
Türler
التعديلات التي أدخلها مل بعبارة «تجديف مل
Mill’s Heresy » وهو وصف لا نرى فيه مبالغة. فعندما ظهر كتاب «مذهب المنفعة
Utilitarianism » في عام 1863م كان من الواضح أن قدرا كبيرا من مذهب اللذة في صورته القديمة قد اختفى، ربما إلى الأبد.
ذلك لأنه، على الرغم مما بين أرستيبوس وأبيقور وبنتام من فوارق، فقد اتفقوا جميعا على فكرة أساسية: هي أن اللذة هي اللذة، أيا كان مصدرها، أو شدتها، أو مدتها. وربما اختلف هؤلاء المفكرون فيما بينهم فيما إذا كانت بعض اللذات تستحق ما ندفعه فيها من ثمن، أو فيما إذا كان من الواجب عمل حساب أي شخص آخر غير الفاعل ذاته عند تحديد قيمة أي فعل من حيث اللذة، ولكن لا جدال في أنهم كانوا متفقين اتفاقا تاما فيما بينهم حول التشابه «الكيفي» لكل اللذات. أما «تجديف» مل فيتمثل في أنه قد أدخل مفهوما جديدا، يؤدي من الوجهة المنطقية إلى نتائج هدامة، في تقويم اللذة والألم. ذلك لأن من أقدم الانتقادات التي وجهت إلى مذهب اللذة وأكثرها دوما، رفضه الاعتراف بفوارق كيفية بين اللذات. وقد كان بنتام بوجه خاص صريحا في إنكاره أي فارق داخل هذه الفئة. وفي عصر مل، كان كثير من المفكرين، مثل كارلايل
Carlyle ، قد رددوا التهمة القديمة القائلة بأن مذهب اللذة «فلسفة خنازير»، فالحياة التي تكرس كلها للسعي وراء اللذة لا تليق بالإنسان، وإنما تليق بالخنازير وحدهم.
وقد رد مل على هذه التهمة بنفس الطريقة التي رد بها أبيقور عليها قبل ذلك بألفي عام. فليس القائلون بمذهب اللذة هم الذين يقولون بنظرة وضيعة منحطة إلى الطبيعة البشرية، وإنما خصومهم؛ ذلك لأن القول بأن الحياة التي تقدر على أساس اللذة والألم وحدهما لا تليق إلا بالحيوانات، يعني أن الإنسان لا يسعى إلا إلى اللذات الحيوانية وحدها. وقد نصح أبيقور أتباعه صراحة بأن يبحثوا عن لذات الفلسفة والاتصال الاجتماعي وهي نقطة كان خصوم الأبيقورية وخصوم مذهب المنفعة يغفلونها على الدوام. كذلك فإن مل يذهب إلى حد الاعتراف بوجود فارق كيفي بين اللذات، ويؤكد أن من الضروري التفرقة بين اللذات «العليا» و«الدنيا». وهو يقول في فقرة مشهورة: «خير للمرء أن يكون إنسانا غير راض من أن يكون خنزيرا راضيا، وخير له أن يكون سقراطا غير راض من أن يكون أحمق راضيا». فهناك عامل له أهمية خاصة في تحديد اللذات المرضية بحق، والجدير حقا بالإنسان، هو ذلك الشعور بالكرامة الإنسانية، الذي كان مل يعتقد أنه تمثل، بدرجة ما، في الناس جميعا. (2) حيوية مذهب اللذة
لعل أي موقف في الفلسفة لم يهاجم بمثل الإصرار الذي هوجم به مذهب اللذة، ولا أية وجهة نظر قد صمدت للهجوم مثل وجهة النظر هذه. فعلى الرغم من أن تعاليم مذهب اللذة قد عدلت وهذبت كثيرا خلال التاريخ الطويل لهذه المدرسة، فإن التأكد الأساسي القائل إن أصل القيمة يرجع إلى «الشعور
Feeling » قد ظل دون تغير. ويؤكد أصحاب مذهب اللذة المعاصرون أن من الواجب أن تركز كل المبادئ الأخلاقية على نتائج الفعل التي تقاس تبعا لتحقيقها مصلحة الإنسان، وهذه الأخيرة بدورها تعني اللذة أو السعادة. وما زال القائل بمذهب اللذة في وقتنا الحالي يرى، مثل بنتام، أن أي معيار أخلاقي يكون فاسدا تماما إذا كان يتجاهل نتائج الفعل بأن يحاول الحكم على السلوك البشري على أساس اتفاقه مع مثل أعلى مجرد للواجب أو الإلزام.
الاعتراضات الرئيسية على مذهب اللذة : تتركز الاعتراضات المختلفة على مذهب اللذة الأخلاقي في عدم جدارة هذا المذهب بأن يكون مثلا أعلى بشريا، أو في عدم كفايته بوصفه مذهبا أخلاقيا شاملا. ولسنا بحاجة إلى التريث طويلا لمواجهة تهمة عدم الجدارة، بعد أن استمعنا إلى رد مل على هذه التهمة. كما ينبغي أن نلاحظ أن هذا الاعتراض ينطوي على معيار محدد مقدما لما هو جدير بالإنسانية وما هو غير جدير بها؛ أي إنه يبدأ تحليله «للخير» بفكرة مسبقة عما ينبغي أن يكون عليه «الخير». وهكذا يطلب إلينا أن نرفع أنفسنا بأربطة حذائنا الأخلاقية الخاصة،
8 ⋆
Bilinmeyen sayfa