103

فقد ظفر ببلوغ الآمال وان تعثر في أذيال الالتفات عن موليه وهو يراه فحاله حال أهل التعثير الذين يقع أحدهم تارة ويقوم تارة في خطاه وربما أفسد تعثيره عليه دنياه وأخراه وفاته اقبال ربه جل جلاله ورضاه وان قال وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض وهي في تلك الحال غافل أو متغافل عن هيبة العرض وحرمة الفرض فيكون في قوله وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض كاذبا قد افتتح صلوته بالجنايات بالكذب والبهتان وكيف حال من أول صلوته تصريح بالكذب والزور والعدوان اما يكون مستحقا للهوان وان كان في حال قيامه إلى الصلاة ودخوله فيها على صفة المتكاسل والمتثاقل فلينظر حال الذين يقومون إلى الصلاة كسالى في صريح القرآن ويفكر انه لو دخل عليه قبل ان يدخل في تلك الصلاة صديق أو بعض من يحبه من أعوان السلطان كيف كان يقوم إليه ويقبل عليه بغير تكاسل ولا تثاقل وليتحقق من نفسه ان الله جل جلاله أهون عنده من عبد من عبيده ويا له من خطر هايل.

ذكر أدبه في التحميد والتمجيد قد مضى في خطبة كتابنا ان التحميد والتمجيد من وظايف من خلص فيما بينه وبين الله جل جلاله من الجنايات فاما من كان عليه فرض مضيق من المهمات فالبدأة لازمة له بالأهم فالأهم والاهم عليه التوبة وأداء الفروض المتعينة قبل الدخول في الصلاة والتحميدات والتمجيدات سواء كانت الفروض على قبله أو بدنه أو ماله أو في شئ من أعماله.

أقول ومن أدب الانسان عند تحميده وتمجيده ان يكون تلذذه وتعلق خواطره بحمده لله جل جلاله وتمجيده ومدح الله جل جلاله

Sayfa 103