Vicdanın Şafağı

Selim Hasan d. 1381 AH
120

Vicdanın Şafağı

فجر الضمير

Türler

وكان داخل سور معبد «أوزير» وما جاوره مزدحما بتلك التذكارات، وهي كما نجدها اليوم تؤلف جزءا هاما من المصادر التي يصح الاعتماد عليها في تاريخ ذلك العصر.

وأغرب من كل ما تقدم أن بعض حكام المقاطعات الأقوياء كان يأمر بحمل جثمانه إلى «العرابة المدفونة» لتقام له شعائر خاصة هناك، ثم تجلب معه بعض الأشياء المقدسة لتودع معه في قبره المقام له في وطنه، كما يحمل المسلمون الآن معهم الماء من «بئر زمزم» إلى أوطانهم، أو كما كانت تحمل السيدات الرومانيات المياه المقدسة من معبد «إزيس» بفيلة إلى حيث يتبركون بها في بلادهم.

وقد رسم «خنوم حتب» فوق جدران مزار قبره «ببني حسن» هذه الرحلة في النيل، وفي ذلك المنظر نرى جسمه المحنط محمولا فوق قارب جنازي صاعدا في سيره نحو الجنوب، وخلفه الكهنة والمرتلون. وقد أطلق في النقوش على ذلك المنظر اسم «الرحلة صعودا في النهر لمعرفة أشياء العرابة».

12

ويوجد مع ذلك المنظر منظر آخر يمثل الرحلة منحدرة في النهر ومعبرا عنها بالكلمات الآتية: «العودة محملين بأشياء العرابة.» ولا ندري بالضبط كنه تلك الأشياء المقدسة التي يؤتى بها من العرابة، ولا سبيل لدينا الآن لمعرفتها، غير أنه من الواضح أنه في تلك الزيارة الخاصة بالإله العظيم في «العرابة المدفونة» يقدم المتوفى نفسه شخصيا للإله العظيم، وبتلك الكيفية يضمن المتوفى المذكور لنفسه عطف الإله في الحياة الآخرة.

وكان الزوار الذين يأتون إلى «العرابة المدفونة» بهذه الصفة، قبل الوفاة أو بعدها، يحملون معهم الكثير من القرابين التذكارية، لدرجة أن الحفارين المحدثين عثروا على قبر «أوزير» المزعوم مدفونا على عمق بعيد تحت أكداس عظيمة من الفخار المهشم وغيره من الهدايا التي تركها الحجاج في هذا المكان منذ آلاف السنين.

ولا بد أنه كان يجتمع هناك في الواقع الجم الغفير من أولئك الحجاج الزائرين لذلك المقام المصري المقدس في كل الأوقات، وبخاصة في ذلك الموسم الذي كانت تمثل فيه حوادث أسطورة الإله في شكل مسرحي يمكننا أن نسميه بحق «مسرحية الآلام» (المأساة).

وبالرغم من أن تلك المسرحية قد فقدت تماما، فإن لدينا لوحة «إخرنوفرت» التذكارية المحفوظة الآن بمتحف برلين، تمدنا بالملخص الذي يمكننا أن نستخلص منه ولو على الأقل عناوين أهم فصول المسرحية المذكورة.

كان «أخرنوفرت» موظفا من رجال حكومة «سنوسرت الثالث»، أرسله الملك ليقوم ببعض الإصلاحات في معبد «أوزير» بالعرابة المدفونة.

ويتبين لنا من العناوين المدونة بتلك اللوحة التذكارية عن المسرحية المذكورة أن تمثيلها كان حتما يستمر عدة أيام، وأن الأرجح أن تمثيل كل فصل من فصولها الهامة كان يستغرق على أقل تقدير يوما كاملا، وأن الجمهور كان يشترك في كثير مما كان يحدث في تمثيلها. ويتضح لنا من ذلك المختصر المدون على لوحة «أخرنوفرت» أن تلك الرواية كانت ذات فصول ثمانية: فالفصل الأول يكشف لنا عن ذلك الإله الجنازي القديم «وبوات» خارجا في موكب ليشتت أعداء «أوزير» ويفتح له الطريق.

Bilinmeyen sayfa