وكان السالك فيه أيضا يبصر على بعد البركة المعروفة ببركة الرطلي، وقد ردمت بعد إزالة التلول.
وانتظمت هذه الخطة من ابتداء ترعة الإسماعيلية إلى سور البلد عرضا، ومن جامع أولاد عنان إلى بوابة الحسينية طولا، وبيعت الأرض المملوكة للحكومة، وبني فيها وفي غيرها من أرض الأهالي مبان هائلة وقصور فاخرة، تحيط بها بساتين نضرة وحدائق مستحسنة. وانقسمت إلى حارات منتظمة وشوارع معتدلة، فأصبحت نزهة للناظرين وبهجة للطالبين، وكثرت الرغبة في سكناها لحسن موقعها وجودة هوائها، وارتفعت قيمتها حتى بلغ ثمن المتر المسطح في أرضها نحو الثمانين قرشا، بعد أن كان لا يساوي قرشا واحدا.» (5) الأقسام الثلاثة
وإذا تتبعنا خطى المرحوم علي باشا مبارك رأينا شارع الفجالة منقسما إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول:
سكة الفجالة، وتبتدئ من شارع الزعفراني عند ترامواي الخليج، وفيها حارة الفجالة، وهذه السكة هي التي كانت معروفة من أيام الفرنسويين، وأطلق عليها اسم «الفجالة» لتوصيلها إلى الأراضي التي تزرع فجلا، ولا يزيد عرضها على ثمانية أمتار، وبيوتها قديمة متلاصقة أغلبها صغير، ومعظم سكانها من الوطنيين المسلمين بينهم عدد قليل من فقراء اليونان والسوريين.
القسم الثاني:
الفجالة القديمة، وتبتدئ من آخر سكة الفجالة القديمة في نقطة مقابلة لميدان بركة الرطلي، وتنتهي عند شارع البرج، وعرضها 12 مترا تقريبا، ويمر بها ترام السكاكيني داخلا إلى شارع حبيب شلبي، وخارجا منه في طريقين، وبيوتها كبيرة، مصدر بعضها بحدائق، ولا تزال فيها عمارات متهدمة خربة مشوهة لمنظر الشارع، وفي هذا القسم مدرستا الأمريكان «للبنات» والروم الكاثوليك «للصبيان»، وكنيستا الكلدان الكاثوليك، والأقباط الكاثوليك.
القسم الثالث:
الفجالة الجديدة، وتبتدي من مدخل شارع البرج حتى باب الحديد، ويبلغ عرض الشارع 20 مترا، وتمر فيه قطارات ترام العباسية والسكاكيني ومصر الجديدة «الأبيض»، ويمتاز هذا القسم على سابقيه بفخامة مبانيه، واتساع الشوارع المتفرعة منه، وازدحامه بالقهوات الكبرى، والمكاتب، والصيدليات، ومكاتب المحامين، وعيادات الأطباء، وكان لأكثر بيوته حدائق غناء، فحولوها أصحابها إلى دكاكين للانتفاع من أجورها، فبعد أن كان الشارع روضة غناء انقلب سوقا مزدحما بأنواع التجارات. (6) مميزات الفجالة الحديثة
كما امتاز مدخل الفجالة قديما بدار الصناعة وبساتين الخلفاء ومناظرهم، فإن هذه البقعة قد امتازت حديثا على بقية أحياء العاصمة بأمور لم تجتمع في حي واحد غيرها وهي:
Bilinmeyen sayfa