لكنه رأى السّماع منه بإشبيلية في سنة (٥٧٨) هـ، وذكره التّجيبي في معجم شيوخه وذكر أنه توفي بتلمسان (١).
وأستبعد أن تكون النّقول التي أشرت إليها آنفا مما ورد في هذه المشيخة لعدم التصريح بها من جهة، ولذكر ابن الأبار في بعضها أنه ينقل من برنامج ابن خير، ومن ثم فإن هذا لا يعكّر على ما ذهبت إليه.
وصف النسخة الخطية
هي نسخة فريدة محفوظة في مكتبة الإسكوريال بإسبانيا، تقع في (١٥٥) ورقة ذات وجهين مسطرتها (٢٣) سطرا، كتبت في العشرين من شهر رمضان سنة (٧١٢) هـ ولم يذكر اسم ناسخها، وهي خلو من العنوان بالخط الذي كتبت به النسخة، بل جاء بخط أحدث، وعلى النسخة بعض التملكات.
ويظهر من كثرة الأخطاء الواقعة فيها أن ناسخها قليل المعرفة بالعلم الذي ينسخه، كما أنّه لم يقابل النسخة على الأصل المنتسخ منه يدل على ذلك عدم وجود أثر للمقابلة، فضلا عن أننا لم نقف في حواشي النسخة على ما يشير إلى أن أحدا من العلماء المعروفين قد قرأها أو قرئت عليه وصحّح ما فيها من أخطاء، فجاءت النسخة كثيرة التصحيف والتحريف والسّقط مما أتعبنا في تتبع كل ذلك.
وعلى هذه النّسخة الفريدة نشر المستشرق الإسباني كوديرا وتلميذه طرغوه الكتاب سنة (١٨٩٣) م وطبع في مطبعة قومش بسرقسطة، وقدّما لها بمقدمة لاتينية، وهي نشرة راعت نقل النّسخة على ما هي عليها من كثرة التصحيف والتحريف، ولم يكن في مكنتهم إصلاح ما فيها من خلل لقلة خبرتهم بطبيعة التّراث العربي ولا سيما في تلك الأزمان التي لم تكن كثير من أمهات الكتب
_________
(١) التكملة ١/ ٢٠١.
1 / 15