بسم الله الرحمن الرحيم إنه السلام التام وغاية التحية الطيبة بالدوام من عبد الله محمد حبيب الله بن الشيخ سيدي عبد الله بن ما يابا الجكني نسبا الشنكيطي إقليما المدني مهاجرا المكي وطنا خادم تدريس العلم بالمسجد الحرام تقبل الله أعماله إلى العالم العلامة المحدث الأثري الحافظ الحجة الناقد ذي المآثر العديدة والتآليف النافعة المفيدة الشيخ عبد الحي الكتاني جمعنا الله وإياه في دار التهاني والأماني أوجبه انه لما كان العلم من بين ذويه أعظم رابطة وقد تعارفت بالسيد السند سيدي محمد بن سيدي جعفر الكتاني ابن عمكم الشهير وانتفعت به وأخذت منه إجازات عديدة دعاني ذلك إلى محبة جميع هذه العائلة الكريمة ولما كنت واسطة عقدها في الاسناد وسائر العلوم التي عليها في الديانة الاعتماد أحببت أن أستجيزكم بالمراسلة وأبين صورة طلبي لهذه الإجازة فهي أني أحب أن أجمع ثبتا متصلا بجميع الاثبات المعروفة في الدنيا على طريق الاختصار أحب الإعانة من جنابكم بإجازة لي منكم جامعة لما في حفظكم مما اتصلت به أسانيدكم من الاثبات المعبر عنها عند المغاربة بالفهارس فإني رأيت رسالتكم في البسملة المطبوعة بالأميرية وقد ذكر معها اسماء بعض مصنفاتكم الحسان ومن جملتها ثبت لكم ولا شك أنه يكون جامعا لكثير من مرادي فأحب أن ترسلوا لي نسخة منه عليها خطكم الشريف بإجازتكم لي بجميع ما اشتملت فهرستكم المعبر عنها بالثبت وأخصر من ذلك أن تكتبوا لي إجازة صورتها ثبت فلان أرويه عن فلان عن فلان عن فلان عن مؤلفه وقد أجزتكم بجميع ما اشتمل عليه حتى تجمعوا لي ما أمكنكم من أثبات العلماء القدماء والمتأخرين وإن تداخلت فلا ضرر بذلك التكرار فإني أريد به الإعانة على هذا المقصد الشريف وأحب أن تكون لكم فيه معونة وقد أرسلت من مكة لسيدي محمد بن سيدي جعفر فكتب لي اتصال اسناده بنحو خمس وخمسين ثبتا وقد جمعت أنا قبله نحو السبعين فجميع ما أفادني فيه زيادة نحو سبعة أثبات وقد فرحت بها جدا ونفعتني في مرادي غاية سواء المكرر مع ما عندي وغيره ونحو هذا أو أزيد أرجوه منكم هكذا ثبت فلان أرويه عن فلان عن فلان عن مؤلفه وقد أجزتكم بما فيه وثبت فلان أرويه عن فلان عن فلان عن فلان مؤلفه بجميع ما فيه وقد أجزتكم بذلك كله وهكذا إلى أن تأتوا على ما أمكنكم من الاثبات ولا شك أنكم جامعون لأسانيد المشارقة والمغاربة وترسلوا لي هذه الإجازة النافعة ولم أطلبها من غيركم لحسن ظني بكم في هذا المعنى وغيره وبالأسف إن لم أقابلكم قط لأن زمن أخي الشيخ محمد الخضر بفاس كنت أنا بمراكش ومنه انتقلت للمدينة المنورة وتأخرت بطنجة أشهرا قلائل عنها لكن قد قال القائل
( إنا على التنائي والتفرق
لنلتقي بالذكر إن لم نلتق )
Sayfa 54