لتأليف غمز ولمز وتعرض وهمز واشتط عليه وعظم يسير خطبه واستشنع هين سقطه وذهبت محاسنه وسترت فضائله وهتف ونودي بما اغفل فتنكسر لذلك همته وتكل نفسه وتبرد حميته وهكذا عندنا نصيب من ابتدأ يحوك شعرا أو يعمل بعمل رياسة فإنه لا يفلت من هذه الحبائل ولا يتخلص من هذه النصب إلا الناهض الفائت والمطفف المستولي على الأمد
وعلى ذلك فقد جمع ما ظنه الظان غير مجموع والفت عندنا تآليف في غاية الحسن لنا خطر السبق في بعضها فمنها كتاب الهداية لعيسى بن دينار وهي ارفع كتب جمعت في معناها على مذهب مالك وابن القاسم وأجمعها للمعاني الفقهية على المذهب فمنها كتاب الصلاة وكتاب البيوع وكتاب الجدار في الاقضية وكتاب النكاح والطلاق ومن الكتب المالكية التي ألفت بالأندلس كتاب القصي مالك بن علي وهو رجل قرشي من بني فهر لقي اصحاب مالك واصحاب اصحابه وهو كتاب حسن فيه غرائب ومستحسنات من الرسائل المولدات ومنها كتاب أبي اسحاق إبراهيم بن مزين في تفسير الموطأ والكتب المستقصية لمعاني الموطأ وتوصيل مقطوعاته من تآليف ابن مزين أيضاوكتابه في رجال الموطأ وما لمالك عن كل وأحد منهم من الآثار في موطئه
وفي تفسير القرآن كتاب أبي عبد الرحمن بقي بن مخلد فهو الكتاب الذي اقطع قطعا لا استثني فيه أنه لم يؤلف في الإسلام تفسير مثله ولا تفسير محمد بن جرير الطبري ولا غيره
ومنها في الحديث مصنفه الكبير الذي رتبه على اسماء الصحابة رضي الله تعالى عنهم فروي فيه الف وثلثمائة صاحب ونيف ثم رتب حديث كل صاحب على اسماء الفقه وابواب الأحكام فهو مصنف ومسند
Sayfa 12