قدم أمير المؤمنين ع المدائن فنزل بإيوان كسرى وكان معه دلف بن مجير فلما صلى قام وقال دلف قم معي وكان معهم جماعة من أهل ساباط فما زال يطوف منازل كسرى ويقول لدلف كان لكسرى في هذا المكان كذا وكذا ويقول دلف هو والله كذلك فما زال كذلك حتى طاف المواضع وأخبر عن جميع ما كان فيها ودلف يقول يا سيدي ومولاي كأنك وضعت هذه الأشياء في هذه الأمكنة ثم نظر ع إلى جمجمة نخرة فقال لبعض أصحابه خذ هذه الجمجمة وكانت مطروحة ثم جاء ع إلى الإيوان وجلس فيه ودعا بطست فيه ماء فقال للرجل دع هذه الجمجمة في الطست ثم قال ع أقسمت عليك يا جمجمة لتخبريني من أنا ومن أنت فقالت الجمجمة بلسان فصيح أما أنت فأمير المؤمنين وسيد الوصيين وإمام المتقين وأما أنا فعبدك وابن أمتك كسرى أنوشيروان فقال له أمير المؤمنين ع كيف حالك فقال يا أمير المؤمنين إني كنت ملكا عادلا شفيقا على الرعايا رحيما لا أرضى بظلم ولكن كنت على دين المجوس وقد ولد محمد ص في زمان ملكي فسقط من شرفات قصري ثلاث وعشرون شرفة ليلة ولد فهممت أن أؤمن به من كثرة ما سمعت من الزيادة من أنواع شرفه وفضله ومرتبته وعزه في السماوات والأرض ومن شرف أهل بيته ولكني تغافلت عن ذلك وتشاغلت عنه في الملك فيا لها من نعمة ومنزلة ذهبت مني حيث لم أؤمن به فأنا محروم من الجنة لعدم إيماني به ولكني مع هذا الكفر خلصني الله تعالى من عذاب النار ببركة عدلي وإنصافي بين الرعية فأنا في النار والنار محرمة علي فوا حسرتاه لو آمنت به لكنت معك يا سيد أهل بيت محمد ويا أمير المؤمنين قال فبكى الناس وانصرف القوم الذين كانوا معه من أهل ساباط إلى أهلهم وأخبروهم بما اان وبما جرى من الجمجمة فاضطربوا واختلفوا في معنى أمير المؤمنين ع فقال المخلصون منهم إن أمير المؤمنين ع عبد الله ووليه ووصي رسول الله ص وقال بعضهم بل هو النبي ص وقال بعضهم بل هو الرب
Sayfa 71