Fadail Thaqalayn
فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل
Türler
لقد حن قدح ليس منها، وطفق يحكم فيها من عليه الحكم لها، ألا تربع أيها الانسان على ظلعك، وتعرف قصور ذرعك، وتتأخر حيث أخرك القدر! فما عليك غلبة المغلوب، ولا لك ظفر الظافر، وإنك لذهاب في التيه، رواغ عن القصد. ألا ترى غير مخبر لك ولكن بنعمة الله أحدث» (1).
1053 ومن كتاب له عليه الرحمة والرضوان إلى معاوية بن أبي سفيان. «سلام على من اتبع الهدى، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، واعلم يا معاوية إنك قد ادعيت أمرا لست من أهله، لا في القدم ولا في البقية ولا في الولاية، ولست تقول فيه بأمر بين يعرف لك فيه أثر، ولا لك عليه شاهد من كتاب الله تعالى ولا عهد تدعيه من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكيف أنت صانع إذا تكشفت عنك جلابيب ما أنت فيه من دنيا قد تبهجت بزينتها، وخدعت بلذتها، دعتك فأجبتها، وقادتك فاتبعتها، وأمرتك فأطعتها؟! وإنه يوشك أن يقفك واقف على ما لا ينجيك منه منج، فأقعس عن هذا الأمر، وخذ أهبة الحساب، وشمر لما قد نزل بك، ولا تمكن الغواة من سمعك، وإلا نفعل أعلمك ما أغفلت عن نفسك، فإنك مترف قد أخذ الشيطان منك مأخذه، وبلغ فيك أمله، وجرى منك مجرى الروح والدم. ومتى كنتم- يا معاوية- ساسة الرعية ، وولاة الأمر بغير قدم سابق، ولا شرف باسق، ونعوذ بالله تعالى من لزوم سوابق الشقاء، وأحذرك أن تكون متماديا في عرة الأمنية مختلف العلانية والسريرة، وقد دعوت إلى الحرب، فدع الناس جانبا، واخرج إلي، واعف الفريقين من القتال، ليعلم أينا المرين على قلبه، والمغطى على بصره، فأنا أبو حسن قاتل جدك وأخيك وخالك شدخا يوم بدر، وذلك السيف معي، وبذلك القلب ألقى عدوي، ما استبدلت دينا، ولا استحدثت نبيا، وإني على المنهاج الذي تركتموه طائعين، ودخلتم فيه مكرهين.
وزعمت أنك جئت ثائرا بدم عثمان، ولقد علمت حيث وقع دم عثمان، فاطلبه من هناك إن كنت طالبا، فكأني قد رأيتك تضج من الحرب إذا عضك ضجيج الجمال بالأثقال، وكأني بجماعتك تدعوني جزعا من الضرب المتتابع، والقضاء الواقع، ومصارع بعد مصارع إلى كتاب الله، وهي كافرة جاحدة أو مبايعة حائدة» (2).
Sayfa 410