Explanation of the Treatise by Muhammad ibn Abd al-Wahhab on the Conditions, Pillars, and Obligations of Prayer
شرح رسالة محمد بن عبد الوهاب في شروط الصلاة وأركانها وواجباتها
Türler
﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ (١): أي لا نعبد غيرك، عهد بين العبد وبين ربه ألا يعبد إلا إياه. ﴿وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾: عهد بين العبد وبين ربه ألا يستعين بأحد غير الله، ﴿اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾ (٢): معنى ﴿اهدِنَا﴾: دلنا وأرشدنا وثبتنا، و﴿الصِّرَاطَ﴾: الإسلام، وقيل: الرسول، وقيل: القرآن، والكل حق، و﴿المُستَقِيمَ﴾: الذي لا عوج فيه، ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ﴾ (٣): طريق المنعم عليهم، والدليل قوله تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ [النساء:٦٩]،
_________
(١) ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ معناه: ﴿إِيَّاكَ﴾ يعني: وحدك يا رب نعبد ونخصك بالعبادة، وهي: طاعاته التي أمر بها من صلاة وصوم وغير ذلك، وواجب العبد أن يخص الله بالعبادة كما قال جل وعلا ﴿فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [غافر: ١٤]، وقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ﴾ [البقرة: ٢١]، و﴿إِيَّاكَ﴾ يعني: نقصدك وحدك ونستعين بك يا ربنا في كل شيء، في أمورنا كلها، في الدين والدنيا، وهذا يدل على أن العبد يجب عليه أن يخص ربه بالعبادة والاستعانة.
(٢) ﴿اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾: أي: دلنا وأرشدنا وثبتنا على الصراط، فالهداية بمعنى: الدلالة والإرشاد والتثبيت، و﴿الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾ هو: طريق الله الذي نصبه لعباده وجعله موصلًا إليه، وهو: دينه القويم الذي بعث به نبيه ﵊، و﴿المُستَقِيمَ﴾: الذي لا عوج فيه، وهو اتباع الكتاب والسنة.
(٣) ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ﴾: طريق المنعم عليهم، وهم: الرسل وأتباعهم أهل العلم والعمل، يعني: الصراط المستقيم هو طريقهم، طريق المنعم عليهم، وهم: أهل العلم والعمل، الذين قال فيهم سبحانه: ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ [النساء:٦٩]، هؤلاء هم المنعم عليهم، وهم: الرسل وأتباعهم.
1 / 20