بِعِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ، وَيَنْهَاهُمْ عَنْ عِبَادَةِ الطَّاغُوتِ. والدليل قوله
ــ
١. والطاغوت هو كل ما عبد من دون الله وهو راض. وكل من حكم بغير ما أنزل الله أو دعا ذلك. والطاغوت هو الذي يتجاوز الحد إما بشركه وكفره، وإما بدعوته إلى ذلك، وشرهم ورأسهم إبليس لعنه الله. وهكذا كل من دعا إلى عبادة نفسه، أو رضي أن يعبد من دون الله، كفرعون والنمرود، أو ادعي شيئًا من علم الغيب، كالكهنة والعرافين والسحرة في الجاهلية وفي الإسلام. وكذلك من حكم بغير ما أنزل الله متعمدًا، فهؤلاء رؤوس الطواغيت، وكل من جاوز الحد، وخرج عن طاعته الله، يسمى طاغوت. قال تَعَالَى: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾ ١ فالرشد: الإسلام وما جاء به النبي ﷺ والغي: الكفر بالله والضلال. قال تعالى: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ ٢. فيكفر بالطاغوت، يعني: يتبرأ منه، ويعتقد بطلانه، فيتبرأ من الشرك: ﴿وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ﴾ يعني: يصدق أن الله معبوده، وإلهه الحق، ويؤمن بالشريعة وبمحمد ﵊ وينقاد لذلك. هذا هو المؤمن. ثم قال: ﴿فَقَدِ اسْتَمْسَكَ﴾ . يعني:استعصم: ﴿بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾ وهي لا إله إلا الله كلمة التوحيد. يعني: فقد