شرح مقدمة التفسير لابن تيمية - العثيمين

Muhammad ibn al-Uthaymeen d. 1421 AH
96

شرح مقدمة التفسير لابن تيمية - العثيمين

شرح مقدمة التفسير لابن تيمية - العثيمين

Yayıncı

دار الوطن

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٥ هـ - ١٩٩٥ م

Yayın Yeri

الرياض

Türler

الشرح فالخوارج مثلًا يأخذون بنصوص الوعيد وما ظاهره الكفر، فيكفرون المسلمين بالكبائر. والرافضة يحرفون القرآن أيضًا فيقولون في قوله تعالي: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ) (الرحمن: ١٩)، المراد بذلك على وفاطمة، ويقولون «وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ» (الاسراء: ٦٠) المراد بها بنو أمية. ولهم تفاسير غريبة منكرة -والعياذ بالله-فهم يحرفون الكلم عن مواضعه في تفسير الآيات الدالة على الذم وتأويلها إلي خصومهم، والآيات الدالة على المدح يجعلونها لمن ينتصرون لهم. وكذلك الجهمية - والعياذ بالله- أصحاب الجهم بن صفوان يحرفون كل آيات الصفات، لأنهم يعتقدون أن الله ليس له صفة، وأن أسماءه مجرد إعلام، ومنهم من يقول: إنه ليس له اسم ولا صفة وأما هذه الأسماء فهي أسماء لمخلوقاته، ليست أسماء له وعلى كل حال الحمد لله (ْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ) (البقرة: ٢١٣)، وأما المعتزلة أصحاب واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد فهم كما قال شيخ الإسلام ﵀ من أعظم الناس كلامًا وجدالًا؛ لأنهم دائمًا يرجعون إلي العقل ولا يعبؤن بالنصوص إطلاقًا، حتى فيما لا تدركه العقول يحكمون العقل، والقاعدة عندهم في الصفات يقولون: إن ما أثبته العقل فهو ثابت سواء كان موجودًا في الكتاب والسنة أو لم يكن موجودًا، وما نفاه العقل فهو منفي سواء كان موجودًا في الكتاب والسنة أم لا، وما لا يقتضي

1 / 100