شرح مقدمة التفسير لابن تيمية - العثيمين

Muhammad ibn al-Uthaymeen d. 1421 AH
9

شرح مقدمة التفسير لابن تيمية - العثيمين

شرح مقدمة التفسير لابن تيمية - العثيمين

Yayıncı

دار الوطن

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٥ هـ - ١٩٩٥ م

Yayın Yeri

الرياض

Türler

لا تزيغ به لأنه هدى. وقوله: «ولا تلتبس به الألسن» تلتبس: أي تختلط، لأنه بلسان عربي مبين فلا يمكن أن تختلط به الألسن، ولهذا حتى الإنسان الأعجمي لو قرأه يقرؤه بلسان عربي، ولهذا كان من غير الممكن أن يترجم القرآن ترجمة حرفية أبدًا. وقوله: «ولا يخلق من كثرة الترديد» معني يخلق: أي يبلى، فهو على جدته، مهما كرره الإنسان فكأنه لم يقرأه من قبل، لكن الإنسان إذا كرر أبلغ قصيدة من قصائد العرب- من المعلقات السبع أو غيرها- أو كرر أبلغ خطبة خطبها الخطباء كما يكرر القرآن لمل وسئم، لكن من القرآن ما نقرؤه في الصلاة الواحدة أكثر من مرة ومع ذلك لا نمل، وهذه من آيات الله ﷿ في هذا القرآن الكريم. وقوله: «ولا تنقضي عجائبه» لا تنقضي عجائبه لمن أعطاه الله تعالي فهمًا لكتابه، فإنه يتذوق فيه المعاني العظيمة الكثيرة، أما المعرض عنه فإنه قد لا يرى فيه عجبًا واحدًا، لكننا هنا نصف القرآن من حيث هو قرآن، بقطع النظر عن القارئ. * * * ولا يشبع منه العلماء من قال به صدق ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي صراط مستقيم، ومن تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله. الشرح كل هذه الأوصاف حق يعرفها المتأمل، فإن العلماء لا يشبعون

1 / 12