شرح حديث «إن أغبط أوليائي»
شرح حديث «إن أغبط أوليائي»
Araştırmacı
أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني
Yayıncı
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
Türler
عَلَى إطلاقه وإنَّما هي في غبطة الأدنى للأعلى خاصة.
وقوله: "أغبط أوليائي عندي" يشير ﷺ إِلَى أن من كان كذلك فهو من خاصة أوليائه، وأن النبي ﷺ يُسَرُّ بمن كان من أمته عَلَى هذه الصفة، ويفرح به ويهنئه بما حصل له من السعادة، وكذلك جعله النبي ﷺ من أوليائه.
وأولياء رسول الله ﷺ أولياء الله؛ كما قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ (١) وصحَّ عنه ﷺ أنَّه قال: "إن وليي الله وصالح المؤمنين". وفي حديث آخر "إن أوليائي، من كانوا وحيث كانوا".
وكذلك هم أولياء الله ﷿؛ كما قال تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ (٢) فمن كان أعظم إيمانًا وتقوى فهو أعظم ولاية لله ورسوله ﷺ، فلهذا قال في هذا الحديث: "إن أغبط أوليائي عندي لمؤمن" والمؤمن إذا أُطلق، لا سيما في مقام المدح، فإنما يراد به: من كمل إيمانه بفعل الواجبات وترك المحرمات، وربما أريد به: من قام بعد ذلك بالنوافل؛ لأنّ ذلك كله داخل في اسم الإيمان.
وقوله: "خفيف الحاذ" فسره الأصمعي بقلة المال. ﴿قال﴾ (*): ابن قتيبة: ويفسر أيضًا بقلة العيال، ويشهد لهذا قول أبي ذر: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يُغْبَطُ الرَّجُلِ فِيهِ بِخِفَّةِ الْحَاذِ، كَمَا يُغْبَطُ الْيَوْمَ فِيكُمْ أَبُو عَشْرَةَ» خرجه أبو نعيم وغيره.
وخرَّج ابن عدي (٣) وغيره (٤) من حديث حذيفة مرفوعًا: "خيركم في
_________
(١) المائدة: ٥٦.
(٢) يونس: ٦٢ - ٦٣.
(*) تكررت بالأصل.
(٣) في "الكامل" (٣/ ١٧٧).
(٤) وأخرجه أيضًا أبو يعلى فى "مسنده" كما في "المطالب العالية" (٥/ ١٥) برقم (٤٣٦٥)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (١٠٣٥٠)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (٦/ ١٩٧=
2 / 743