Explanation of the Four Principles
شرح القواعد الأربع
Araştırmacı
خالد الردادي
Yayıncı
مؤسسة الرسالة
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٤هـ -٢٠٠٣م
Türler
.................................................................................
_________
= أهله، وفي الآية الأخرى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ﴾ [المائدة: ٣٥]، قالوا: إن الله أمرنا أن نتخذ الوسيلة إليه، والوسيلة معناها: الواسطة، هكذا يحرّفون الكلم عن مواضعه، فالوسيلة المشروعة في القرآن وفي السنة هي: الطاعة التي تقرّب إلى الله، والتوسل إليه بأسمائه وصفاته. هذه هي الوسيلة المشروعة، أما التوسل بالمخلوقين إلى الله فهو وسيلة ممنوعة، ووسيلة شركيّة، وهي التي اتخذها المشركون من قبل: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللهِ﴾ [يونس: ١٨]، ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ [الزمر: ٣]، هذه هو شرك الأولين والآخرين سواء بسواء، وإن سموه وسيلة فهو الشرك بعينه، وليس هو الوسيلة التي شرعها الله ﷾، لأن الله لم يجعل الشرك وسيلة إليه أبدًا، وإنما الشرك مبْعِد عن الله ﷾: ﴿إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ﴾ [المائدة: ٧٢] فكيف يُجعل الشرك وسيلة إلى الله –تعالى الله عما يقولون-.
الشاهد من الآية: أن فيها دليلًا على أن هناك من المشركين من يعبد الصالحين، لأن الله بيّن ذلك، وبين أن هؤلاء الذين تعبدونهم هم عِبادٌ فقراء ﴿يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمْ الْوَسِيلَةَ﴾ يعني: يتقربون إليه بالطاعة ﴿أَيُّهُمْ أَقْرَبُ﴾ يتسابقون إلى الله –جل وعلا- بالعبادة لفقرهم إلى الله وحاجتهم ﴿وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ﴾ ومن كان كذلك فإنه لا يصلح أن يكون إلهًا يُدعى مع الله –﷿.
1 / 28