شرح القصيدة الدالية للكلوذاني
شرح القصيدة الدالية للكلوذاني
Yayıncı
دار ابن الجوزي
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
Türler
جُنَاحٍ؟ فقال رسول اللَّهِ ﷺ: «خُذِي من مَالِهِ بِالْمَعْرُوفِ ما يَكْفِيكِ وَيَكْفِي بَنِيكِ» (١).
ومعاوية ﵁ من الذين أسلموا بعد صلح الحديبية وقبل فتح مكة، بخلاف أبيه فإنَّه لم يُسْلِم إلا في فتح مكة، وقد اشتهر ﵁ بجملةٍ من المناقبِ والأخلاقِ الفاضلةِ، فقد استَكْتَبَه النبيُّ ﷺ واتخذه أحدَ كُتَّابِ الوحي، وأمَّرَه عمرُ ﵁ على الشام، فكان أميرًا على الشام عشرين سنة حتى آل إليه أمرُ الخلافة سنة ٤٠ هـ، فصار أميرًا للمؤمنين عشرين سنة، فكانت مدة إمارته الخاصة والعامة أربعين سنة.
وقوله: «ولإبنِ هِنْدٍ في الفُؤادِ» يعني في القلب، «مَحَبَّةٌ وَمَوَدَّةٌ» المحبة والمودَّة معناهما واحدٌ أو متقاربٌ.
وقوله: «فَلَيَرْغَمَنَّ» اللام هنا لام القسم، يعني: فوالله لَيَرْغَمَنَّ من «الرَّغَام» الذي هو التُّراب.
وقوله: «مُفَنِّدِي» (٢) يعني من يُنْكِرُ عليَّ، ويَعِيبُني على محبتي لمعاوية ﵁، ووقع في نسخةٍ: «فَلَيَرْغَمَنَّ المُعْتَدِي» وهي قريبةٌ في المعنى من سابقتها، فالمُفَنِّدُ للنَّاظِم على حُبِّهِ ومودتِه لمعاويةَ ﵁ هو معتدٍ في تفنيده له، وهو أيضًا معتدٍ في بغضِه لمعاويةَ ﵁، وكأنَّ
(١) متفقٌ عليه من حديث عائشة ﵂، أخرجه البخاري (٢/ ٧٦٩ رقم ٢٠٩٧)، ومسلم (٣/ ١٣٣٨ رقم ١٧١٤). (٢) الفَنَدُ -بالتحريك-: الخَرَفُ وإِنكارُ العَقْلِ لِهَرَمٍ أَو مَرَضٍ، والفَنَدُ الخَطَأُ في القولِ والرَّأْيِ، والفَنَد الكَذِبُ، يقال: فَنَّدَه تَفْنِيدًا إذا كَذَّبَهُ وعَجَّزَهُ وخَطَّأ رَأْيَهُ وضَعَّفَهُ. ينظر: «لسان العرب» (٣/ ٣٣٨)، و«تاج العروس» (٨/ ٥٠٥ - ٥٠٦).
1 / 118