78

شرح القصيدة الدالية للكلوذاني

شرح القصيدة الدالية للكلوذاني

Yayıncı

دار ابن الجوزي

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Türler

وقال عنه: (حسنٌ غريبٌ) أنَّ النبيَّ ﷺ قال له: «أنت أخي في الدُّنيا والآخِرَة» (١)، لكن الحديث ضعَّفه أهلُ العلم، ومنهم: شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّة في «منهاج السنة»، والحافظُ العراقيُّ في «تخريج أحاديث الإحياء» وغيرُهما، بل قال شيخ الإسلام: (أحاديثُ المؤاخَاة لعليٍّ ﵁ كلُّها موضوعة، والنبيُّ ﷺ لم يؤاخِ أحدًا ...) (٢)، وقال العراقيُّ: (كلُّ ما ورد في أُخوَّتِه ﵁ فضعيفٌ لا يصحُّ منه شيءٌ) (٣). فيحتمل أنَّ الناظمَ ﵀ يشير إلى هذا الحديث للتصريح فيه بأُخوَّة عليٍّ ﵁ للنبيِّ ﷺ في الدُّنيا والآخرة، ويحتمل أيضًا -ولعله الأقرب- أنه يشير إلى قول النبيِّ ﷺ لما استخلف عليًَّا ﵁ على المدينة في غزوة تبوك وشق عليه ذلك قال له ﷺ: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنزِلةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى» (٤)، وهارون هو أخو موسى ﵉، وحملُ كلام النَّاظم ﵀ على هذا لعله أَسَدُّ؛ لأنَّ هذا الحديثَ صحيحٌ بخلاف الحديث السابق. وقد دلَّ كلامُ الناظمِ ﵀ في هذا البيت على أنَّ عليًَّا ﵁ هو رابع

(١) أخرجه الترمذي في «جامعه» (٥/ ٦٣٦ رقم ٣٧٢٠) من حديث ابن عُمَرَ ﵁ أنه قال: آخَى رسول الله ﷺ بين أَصْحَابِهِ فَجَاءَ عَلِيٌّ تَدْمَعُ عَيْنَاهُ فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ آخَيْتَ بين أَصْحَابِكَ ولم تُؤَاخِ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحَدٍ، فقال له رسول الله ﷺ: «أنت أَخِي في الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» قال الترمذي: هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. قلت: هذا حديثٌ ضعيفٌ لا يصح، في إسناده جُمَيْع بنُ عُمَيْر ضعفه غير واحد، بل رماه بعضهم بالكذب، ولذا قال عنه الذهبي في «الكاشف»: (واهٍ). (٢) «منهاج السنة» (٧/ ٣٦١)، و(٥/ ٧١). (٣) «المغني عن حمل الأسفار» (١/ ٤٨٣). (٤) متفقٌ عليه من حديث سعد بن أبي وقاص ﵁، أخرجه البخاري (٣/ ١٣٥٩ رقم ٣٥٠٣)، و(٤/ ١٦٠٢ رقم ٤١٥٤)، ومسلم (٤/ ١٨٧٠ رقم ٢٤٠٤).

1 / 111