Explanation of the Creed of the Salaf by Al-Sabuni - Nasser Al-Aql
شرح عقيدة السلف للصابوني - ناصر العقل
Türler
عقيدة السلف أصحاب الحديث في الشفاعة
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ويؤمن أهل الدين والسنة بشفاعة الرسول ﷺ لمذنبي أهل التوحيد ومرتكبي الكبائر، كما ورد به الخبر الصحيح عن رسول الله ﷺ].
الشيخ هنا جعل مذنبي أهل التوحيد صنفًا ومرتكبي الكبائر صنفًا، وربما يقصد عطف الخاص على العام، لكنه أيضًا ربما يقصد المغايرة؛ لأن بعض أهل العلم قالوا: إن صاحب الذنوب قد يستحق العذاب وإن لم تكن كبائر، لكن الصحيح والمحقق أن الذنوب الصغائر التي قد يعذب بها من يموت عليها هي الصغائر التي لا تعقبها توبة ويستمر عليه الإنسان، ولذلك من قواعد كثير من السلف أن الصغائر إذا تكاثرت تكون كبائر، والصغائر إذا أصر عليها أصحابها تكون كبائر، فعلى هذا يكون مرجع العبارتين واحدًا، وهو أن المقصود به: مذنبي أهل التوحيد الذين أصروا على الذنوب وماتوا بدون توبة، وهذا نوع من أنواع الكبائر.
وهذه الشفاعة التي سيستدل لها هي جزء من شفاعات النبي ﷺ؛ لأن شفاعاته ﷺ التي ثبتت بالنصوص كثيرة، أوصلها بعضهم إلى ثمانٍ، والثابت منها ست.
هذا الذي لا شك فيه.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [عن أنس ﵁ عن النبي ﷺ قال: (شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي).
وعن عبد الله بن عمر ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: (خيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل شطر أمتي الجنة فاخترت الشفاعة؛ لأنها أعم وأكفى، أترونها للمؤمنين المتقين؟ لا، ولكنها للمذنبين المتلوثين الخطائين).
وعن أبي هريرة ﵁ أنه قال: (يا رسول الله! من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال: لقد ظننت ألا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك؛ لما رأيت من حرصك على الحديث: إن أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله، خالصًا من قبل نفسه).
12 / 3