Explanation of the Book of Knowledge by Abu Khaythama - Abdul Kareem Al-Khudair
شرح كتاب العلم لأبي خيثمة - عبد الكريم الخضير
Türler
حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا جرير عن الأعمش عن سليم عن حذيفة -رضي الله تعالى عنه- قال: "بحسب المرء من العلم أن يخشى الله ﷿ وبحسبه من الكذب أن يقول: "استغفر الله وأتوب إليه ثم يعود".
يقول -رحمه الله تعالى-: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا جرير عن الأعمش عن سليم عن حذيفة قال: "بحسب المرء من العلم أن يخشى الله ﷿": العلم الشرعي الذي جاءت النصوص بالحث عليه، هو العلم المورث للخشية، العلم المورث للخشية ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾ [(٢٨) سورة فاطر]، إنما: أداة حصر، ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾، فالعلم الذي يورث الخشية هو العلم الشرعي المطلوب في النصوص، قد يوجد ممن يزاول العلوم الكونية -مثلًا- أو العلوم التطبيقية، يوجد من الأطباء من أورثه علمه خشية الله -جل وعلا-، يوجد هذا، ومن خلال طبه صار واعظًا بارعًا، وبضاعته من العلم الشرعي قليلة، إلا أنه أخذ ليدعم ما يقوله من علوم تجريبية، ومن خلال مشاهدات ومواقف بالنصوص الشرعية، وإلا فالأصل ما عنده شيء، وصار من أبرع الناس لماذا؟ لأنه تأمل في هذا المخلوق الذي دخل في شيء من خفاياه في قلبه –مثلًا- وهذا الباب باب عظيم جدًا، والطب المورث للخشية داخل في قوله -جل وعلا-: ﴿وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ [(٢١) سورة الذاريات]، ابن القيم -رحمه الله تعالى- لما تكلم على هذه الآية أتى بالعجائب، والأطباء من خلال المشاهدة وقع لهم أمور مذهلة، أمور مذهلة، وهناك مواقف يعانيها الأطباء ومن يزور المرضى، ما يلزم أن يكون طبيبًا، لكن لو الإنسان ..، وقد جاء الشرع بالحث على زيارة المريض يرى العجائب، يرى إنسانًا لا يحس بشيء، ولا يشعر بشيء البتة؛ مغمىً عليه، فإذا جاء وقت الأذان انتبه وأذن، تجد من يحصل له حادث بحيث يفقد الدنيا بالكلية ويسمع القرآن منه واضحًا؛ لأنه صاحب قرآن، يرى مثلًا بعض الناس إذا جاء وقت إقامة الصلاة استقبل القبلة وكبر وهو في العناية مغمىً عليه؛ لأنه صاحب صلاة، وهكذا، فالعلم الحقيقي هو المورث لخشية الله -جل وعلا-، أما العلم الذي لا يورث الخشية فليس بعلم.
2 / 10