102

Explanation of Supplication from the Qur'an and Sunnah

شرح الدعاء من الكتاب والسنة

Yayıncı

مطبعة سفير

Yayın Yeri

الرياض

Türler

وسُمِّيت هذه السورة الجليلة بـ (أم القرآن)؛ لأنها شملت كل أنواع التوحيد الثلاثة: من «معرفة الذات، والصفات، والأفعال، وإثبات الشرع، والقدر، والمعاد، وتجريد توحيد الربوبية والإلهية، والتوكل، والتفويض» (١)، واشتملت كذلك على «أنفع الدعاء، وأعظمه، وأحكمه» (٢)، وهو طلب الهداية التي هي أصل السعادة والفلاح في الدارين. قول تعالى: ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾: «الجار والمجرور متعلق بمحذوف؛ وهذا المحذوف يُقَدَّر فعلًا متأخِّرًا مناسبًا؛ فإذا قلت: «باسم اللَّه»، وأنت تريد أن تأكل، تقدر الفعل: «باسم اللَّه آكل» قلنا: إنه يجب أن يكون متعلقًا بمحذوف؛ لأن الجار والمجرور معمولان؛ ولا بد لكل معمول من عامل. وقدرناه متأخرًا لفائدتين: الفائدة الأولى: التبرُّك بتقديم اسم اللَّه ﷿ -. والفائدة الثانية: الحصر؛ لأن تأخير العامل يفيد الحصر، كأنك تقول: لا آكل باسم أحد متبركًا به، ومستعينًا به، إلا باسم اللَّه ﷿ ...» (٣). «أي: أبتدئ بكل اسم للَّه تعالى؛ لأنّ لفظ (اسم) مفرد

(١) الضوء المنير على التفسير لابن القيم، ١/ ٢٣. (٢) مجموع الفتاوى، ١٤/ ٣٢٠. (٣) شرح سورة الفاتحة للعلامة ابن عثيمين ﵀، ١/ ٤.

1 / 103