329

Explanation of Sahih Muslim - Hasan Abu Al-Ashbal

شرح صحيح مسلم - حسن أبو الأشبال

Türler

الرد على شبهة الاستدلال بقوله (لا أملك لك من الله شيئًا) على إنكار شفاعة النبي لأصحاب الكبائر
قوله: (لا أملك لك من الله شيئًا) أي: أنا يا رسول الله! ارتكبت كبيرة وأتيت هذا الوقت لتشفع لي.
فقوله: (لا أملك لك شيئًا) يعتمد الملاحدة على هذه اللفظة في نفي شفاعة النبي ﷺ يوم القيامة لأصحاب الكبائر، ويقولون: لا شفاعة للنبي ﵊.
وبلا شك لأول وهلة أن هذه شبهة، والنبي ﵊ قد ثبت عنه أنه قال: (شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي) فما باله ﵊ يتخلى في هذا الحديث عن صاحب الكبيرة ويقول: (اليوم لا أملك لك من الله شيئًا) قد حذّرتك وقد منعتك وخيرتك في الدنيا فلم تطع.
الجواب
يكون ذلك أولًا: أن النبي ﷺ في أول الأمر وفي أول وهلة إذا طلب منه الواحد -وليست الأمة- أن يشفع له يقول: الآن وفي هذا التوقيت لا أملك لك أنت شخصيًا وقد حذّرتك، فالنبي ﷺ يعتذر عن الشفاعة أولًا، حتى يأتي موعدها العام بأمر الله تعالى.
أليس النبي ﵊ قد قال في حديث الشفاعة: (ثم آتي فأسجد تحت العرش، فأُلهم محامد لم أكن أحمد بها من قبل، فيقول لي ربي ﵎: يا محمد ارفع رأسك، وقل تسمع، واشفع تشفّع)؟ فحينئذ من الذي يأذن له في الشفاعة؟ الله ﷿.
أما في أول الأمر وفي أول البعث والحشر يأتيه فلان أو علان لوقوعه في كبيرة أو في معصية فيقول له: اشفع لي يا رسول الله! فيقول: الآن وفي هذا التوقيت بالذات أنا لا أملك الشفاعة، فالشفاعة لها وقت مخصوص ومكان معلوم ليس هذا أوانها، فاعتذاره ﵊ عن الشفاعة أولًا لأن هذا ليس وقتها، إنما وقتها يأتي بعد، ثم يشفع في جميع الموحدين ﵊ بعد ذلك لا في واحد دون الآخر.

19 / 8