Explanation of Sahih al-Bukhari - Book of Funerals
نجاح القاري شرح صحيح البخاري - كتاب الجنائز
Araştırmacı
شاكر محمد محمود الزيباري (باحث عراقي)
Türler
وقيل: المراد بالورود: الدنو منها، وقيل: الإشراف عليها، وقيل: المراد به ما يصيب المؤمن في الدنيا من الحمى، وهو محكي عن مجاهد بأنه قال: الحمى حظ المؤمن من النار (^١)، وفي الحديث: "الحمى من فيح جهنم" (^٢).
وقيل: الورود مختص بالكفار، واستدل على ذلك بقراءة بعضهم ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾ وحكى ذلك عن ابن عباس ﵂ أيضًا، وقال أبو عمر: ظاهر قوله ﷺ فتمسه النار يدل على أن المراد بالورود الدخول؛ لأنَّ المسيس حقيقة في المماسة، ثُمَّ قال: روى عن ابن عباس وعلي ﵃: أنَّ الورود الدخول (^٣)، وكذا رواه أحمد بن حنبل (^٤) عن جابر ﵁. انتهى (^٥).
ويدل على صحة ذلك ما رواه مسلم من حديث أم مبشر "أنَّ حفصة قالت للنبي ﷺ لما قال لا يدخل أحد شهد الحديبية النار-: أليس الله يقول: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾ فقال لها أليس الله يقول: ثُمَّ ننجي الذين اتقوا" (^٦)، يعني: ينجي الله الذين اتقوا من جملة من يدخلها؛ ليعلموا فضل النعمة بما شاهدوا فيه أهل العذاب، وأما قوله -تعالى-: ﴿أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (١٠١)﴾ [الأنبياء: ١٠١] فالمراد عن عذابها.
(^١) المرض والكفارات لابن أبي الدنيا (١/ ٣٢)، (٢٠) من طريق أبو هشام، حدثنا يحيى بن اليمان، حدثنا عثمان بن الأسود، عن مجاهد. وأخرجه الهيثمي في كشف الأستار عن زوائد البزار، نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي (المتوفى: ٨٠٧ هـ) تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة: الأولى، ١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م، من طريق المغيرة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، إسناده حسن رجاله ثقات.
(^٢) صحيح البخاري، كتاب الطب، باب الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ (٧/ ١٢٩).
(^٣) تفسير الطبري (١٨/ ٢٣٠).
(^٤) مسند أحمد بن حنبل، مسند جابر بن عبد الله (٢٢/ ٣٩٦)، (١٤٥٢٠) تقدم تخريجه في (ص: ٢٨٩).
(^٥) التمهيد (٦/ ٣٥٣).
(^٦) صحيح مسلم، كتاب فضل الصحابة، باب من فضائل أصحاب الشجرة أهل بيعة الرضوان ﵃ (٤/ ١٩٤٢)، (٢٤٩٦).
1 / 291