أعداء وخصوم شيخ الإسلام ابن تيمية
من أشد الناس عداوة لشيخ الإسلام ابن تيمية -أنا أذكر لكم بعض الأمثلة سريعًا، وإلا فأعداؤه كثر وأغلبهم من المبتدعة، وليس غريبًا أن المبتدعة يقفون في وجوه أئمة أهل السنة.
ممن ذكر اليافعي في مرآة الجنان في كلامه على شيخ الإسلام ابن تيمية، قال: إن له مسائل غريبة أُنكر عليه فيها، وحبس بسببها مباينة لمذهب أهل السنة.
سبحان الله! كل طائفة مبتدعة ترى أنها على السنة، ولكن هذا كلام باطل، وإنما كما قال الشاعر:
وكل يدعي وصلًا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك
أي: ليست ليلى تعرف صاحبها، وكل الناس يتمنى أن ليلى له.
ذكر اليافعي أن من أقبح ما نقد على شيخ الإسلام ابن تيمية نهيه عن زيارة قبر النبي ﷺ، وطعنه في مشايخ الصوفية العارفين، وذكر منهم: حجة الإسلام أبو حامد الغزالي، والإمام أبو القاسم القشيري، وابن عربي، والشاذلي، وخلائق من أولياء الله الكبار، والصفوة الأخيار.
سبحان الله! ذكر الغزالي في المنقذ من الضلال بعد أن بحث في المذاهب وتخبط فيها، ذكر في آخر الأمر أن أصح المذاهب وأرجحها والذي تبين له الحق فيها هو مذهب الصوفية، ولكن هذا الكلام باطل، وهو مسكين لم ير النور، وإنما رأى ظلمة فظن أنها خير، ولا شك أن هذا الكلام ليس بصحيح.
وممن ذكر كلامًا ينقد فيه شيخ الإسلام ابن تيمية عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، قال: ومن أشنع وأبشع ما نقل عنه ﵀ في حديث النزول: (ينزل ربنا ثلث الليل الآخر) كما ذكره ابن بطوطة، وقد بينا كلام ابن بطوطة أنه كلام ليس بصحيح، ونقل من مسألة شد الرحال، وغيرها من الأمور.
ومن أعداء شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا العصر أو في العصر القريب، وله تلامذة ولا زالوا: محمد بن زاهد الكوثري، نذر حياته كلها للقدح في عقيدة أهل السنة والجماعة، وكان أسلوبه ساخرًا وقحًا قبيحًا في تكلمه على شيخ الإسلام ابن تيمية وعلى تلامذته، اتهم ابن تيمية رحمه الله تعالى بأنه يلعب في دين الله تعالى، وأنه يفتي بفتاوي منحرفة عن الدين، ونقل عن شيخ الإسلام عقائد فاسدة ذكرها ابن حجر الهيتمي المكي وهذا من أعداء شيخ الإسلام، وذكر نقلًا عن اليافعي قال: وهو بشر له ذنوب وأخطاء.
وذكر كذلك تلميذه ابن القيم رحمه الله تعالى، وعرج على شيخ الإسلام في هذا العصر الحديث القريب الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى بأن أمهات العقائد التي عند ابن تيمية وابن القيم وتلامذته تنحصر بأمهات عقائد موجودة عند محمد بن عبد الوهاب، وذكر بأنها تشبيه الله بخلقه، وتوحيد الألوهية والربوبية، وعدم توقير النبي ﷺ، وتكفير المسلمين، وهي شنشنة نسمعها من قديم، ولكن الحق أبلج والباطل لجلج.
وذكر أن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى قلد فيها ابن تيمية، وهو مخترع توحيد الألوهية والربوبية الذي تفرع عنه عدم توقير الرسول ﵊، وتكفير المسلمين، ولكن كبرت كلمة تخرج من أفواههم.
ذكر عن ابن تيمية كلامًا ومن ألفاظه التي يقول في ابن تيمية: كافر، مفتون، شاذ، ضال وغير ذلك، بل ذكر عن ابن القيم: المتعصب الشاذ المعتوه والوقح المزور إلخ، قاتله الله أنى يؤفك، وذكر عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ﵀ وأخف ما قال عنه: إن وصفه بالجهل والكفر إلخ.
ذُكر في رسالة لطيفة جدًا لشيخنا الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله وأمد في عمره اسمها: براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة، ذكر فيها كلامًا لطيفًا، وذكر في كلامه لـ ابن القيم الكوثري وأتباعه، من كلامهم: أن ابن القيم غبي وجاهل ومهاتر وتيس حمار ومعتوه إلى غيره قبح الله الظالمين، وذكر من كلامه في ابن تيمية قال: وقد سئمت من تتبع مخازي هذا الرجل المسكين الذي ضاعت مواهبه في شتى البدع، وتكلمنا على الشيخ السقيم ما يشفي! ولا شك أن كلامه هذا كلام باطل، ورحم الله شيخنا الشيخ أحمد ابن تيمية ورضي عنه، وجعلنا ممن يستفيد من علمه وعلومه.
وختامًا: أسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياكم بما نعلم، وأن يجعل ما نعلم حجة لنا لا علينا.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
1 / 11