143

Explanation of Al-Aqidah Al-Wasitiyah by Sheikh Al-Islam Ibn Taymiyyah

شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

Yayıncı

دار ابن الجوزي،الدمام

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢١هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

رأسك، وقل تسمع، واشفع تشفع، فأقول: أي ربي أمتي، فيحد لي حدًا فأدخلهم الجنة، ثم أنطلق فأسجد، فيحد لي حدًا، ذكر هذا ثلاث مرات.... "١"٢.
وهذا هو المقام المحمود الذي اختص الله به محمدًا صلى الله عليه وسلم٣، فإن تأخر الأنبياء آدم، ومن بعده "عن الشفاعة لم يكن لنقص درجاتهم عما كانوا عليه، بل لما علموه من عظمة المقام المحمود الذي يستدعي مغفرة الله للعبد، وكمال عبودية العبد لله، ما اختص الله به من غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولهذا قال المسيح: "اذهبوا إلى محمد عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر "٤ فإنه إذا غفر له ما تأخر لم يخف أن يلام إذا ذهب إلى ربه ليشفع"٥.
وأما الشفاعة الثانية: فيشفع في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة، وهاتان الشفاعتان خاصتان له.
وقد ثبت هذا بما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة، وفيه يجيء أهل الجنة آدم، ومن بعده كحديث الشفاعة الكبرى يطلبون منهم أن يستفتحوا لهم، ثم يأتون محمدًا ﷺ، فيقوم، فيؤذن له، ويدل له أيضًا ما في صحيح مسلم من حديث أنس، وفيه قوله ﷺ: "أنا أول شفيع في الجنة" ٦.
ومن الشفاعات الخاصة به ﷺ شفاعته في عمه أبي طالب "بسبب نصرته، ومعونته فإنه تنفعه شفاعته في تخفيف العذاب عنه لا في إسقاط

١ رواه البخاري (٦٥٦٥)، ومسلم (١٩٣) .
٢ الصفدية (٢/٢٩٠)، وانظر: مجموع الفتاوى (٢٤/٢٤١ – ٢٤٢) .
٣ مجموع الفتاوى (٦/٥٢٨) .
٤ تقدم تخريجه.
٥ منهاج السنة النبوية (٢/٤٢٥) .
(١٩٦) .

1 / 148