165

Explanation of Al-Aqidah Al-Waasitiyyah by Al-Harras

شرح العقيدة الواسطية للهراس

Yayıncı

دار الهجرة للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الثالثة

Yayın Yılı

١٤١٥ هـ

Yayın Yeri

الخبر

Türler

ـ[(فَهُمْ وَسَطٌ فِي بَابِ صِفَاتِ اللهِ ﷾ بَيْنَ أهْلِ التَّعْطِيلِ الْجَهْمِيَّةِ (١)، وَأَهْلِ التَّمْثِيلِ الْمُشَبِّهَةِ) (٢) .]ـ
/ش/ قَوْلُهُ: «فهُم وسطٌ فِي بَابِ صِفَاتِ اللَّهِ ...» إلخ؛ يَعْنِي: أَنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وسَطٌ فِي بَابِ الصِّفَاتِ بَيْنَ مَن يَنْفِيهَا ويعطِّل الذَّاتَ العليَّة عَنْهَا، ويحرِّف مَا وَرَدَ فِيهَا مِنَ الْآيَاتِ وَالْأَحَادِيثِ عَنْ مَعَانِيهَا الصَّحيحة إِلَى مَا يَعْتَقِدُهُ هُوَ مِنْ معانٍ بِلَا دليلٍ صَحِيحٍ، وَلَا عقلٍ صَرِيحٍ؛ كَقَوْلِهِمْ: رَحْمَةُ اللَّهِ: إِرَادَتُهُ الْإِحْسَانَ، وَيَدُهُ: قدرتُه، وعينُه: حِفْظُهُ وَرِعَايَتُهُ، وَاسْتِوَاؤُهُ عَلَى الْعَرْشِ: اسْتِيلَاؤُهُ ... إِلَى أَمْثَالِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ النَّفْيِ والتَّعطيل الَّتِي أَوْقَعَهُمْ فِيهَا سُوءُ ظنِّهم بربِّهم، وتوهُّمِهم أَنَّ قِيَامَ هَذِهِ الصِّفَاتِ بِهِ لَا يُعْقَل إِلَّا عَلَى النَّحْوِ الْمَوْجُودِ فِي قِيَامِهَا بِالْمَخْلُوقِ.
وَلَقَدْ أَحْسَنَ الْقَائِلُ حَيْثُ يَقُولُ:
وَقُصَارَى أَمْرِ مَنْ أَوَّلَ أَنْ ظَنُّوا الظُّنُونَا ... فَيَقُولُونَ عَلَى الرَّحْمَنِ مَا لاَ يَعْلَمُونَا
وَإِنَّمَا سُمِّي أَهْلُ التَّعْطِيلِ جَهْمِيَّةً نِسْبَةً إِلَى الْجَهْمِ بْنِ صَفْوَانَ التِّرْمِذِيِّ رَأْسِ الْفِتْنَةِ واَلضَّلَالِ، وَقَدْ تُوُسِّع فِي هَذَا اللَّفْظِ حَتَّى أَصْبَحَ يُطلق عَلَى كُلِّ مَنْ نَفَى شَيْئًا مِنَ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ، فَهُوَ شَامِلٌ لِجَمِيعِ فِرَقِ

(١) الجهميَّة: طائفة انتشرت في أواخر دولة بني أمية، تنتسب إلى الجهم بن صفوان الترمذي، ومذهبهم نفي الأسماء والصفات؛ كما أنهم من غُلاة المرجئة والجبرية.
(٢) المشبِّهة: ويسمَّوْن: المجسِّمة، وهم على النقيض من الجهمية في إثبات الأسماء والصفات، فقد قالوا: إن لله يدًا كيد المخلوقين، وسمعًا كسمعهم، وبصرًا كبصرهم، تعالى الله عمَّا يقول الظالمون علوًّا كبيرًا.

1 / 185