القضائي بالعدل والفضل والسيرة الحميدة، كما تولى الإمامة والخطابة في جامع بلنسية. وتدل عناوين مؤلفاته وهي تسعة كتب في الحديث، وستة في علم الرجال والتراجم وعشرة في الأدب (الرسائل والخطب والشعر). وكتاب (المغازي) على طبيعة ثقافته فهو يجمع بين الحديث والتأريخ والأدب، ورغم توليه القضاء فإنه لم يؤلف في الفقه والفتاوى وأدب القضاء.
إن الكتاب الوحيد الذي وصل إلينا هو (المغازي) الذي تناول فيه السيرة وعصر الخلافة الراشدة إلى نهاية خلافة عثمان ﵁. وقد أفاد في كتابه من تهذيب ابن هشام لمغازي محمد بن اسحق المطلبي (ت ١٥١ هـ) (١)، وأهمل كتاب المغازي للواقدي مع اطلاعه عليه (٢) "ولكني رأيته كثيرًا ما يجري مع ابن اسحق، فاستغنيت عنه به لفضل فصاحة ابن اسحق". وقد عمد إلى تلخيص رواية ابن اسحق وتخليصها من اللغات وكثير من الأنساب والأشعار (٣). وأفاد في الفتوح من كتاب الردة والفتوح لسيف بن عمر التميمي (ت ١٨٠ هـ) ومن كتاب لأبي عثمان سعيد بن الفضل (توفي أواخر القرن الثاني) وكتاب فتوح الشام لأبي إسماعيل محمد بن عبد الله الأزدي البصري (توفي في القرن الثاني الهجري) وكتاب محمد بن عمر الواقدي (ت ٢٠٧ هـ) وعلي بن محمد المدائني (ت ٢٢٥ هـ) والتأريخ الكبير لابن أبي خيثمة (ت ٢٧٩ هـ) وكتاب أخبار المدينة للزبير بن بكار (ت ٢٥٦ هـ) وتأريخ الطبري (ت ٣١٠ هـ) (٤). وصرَّح بأنه ينتحل من كتاب