Melekler: Çok Kısa Bir Giriş
إنجلز: مقدمة قصيرة جدا
Türler
عندما لا يرى رجالا أصحاء، ويرى بدلا منهم مجموعة من الرجال المنهكين المصابين بسل الغدد الليمفاوية والسل الرئوي والهزال، كان يضطر إلى الاختباء وراء مصطلحات مثل «الإدراك الأعلى» والتمسح في مثالية «التعويض في الأنواع»؛ وبذلك يعود إلى المثالية عند النقطة التي يرى فيها الماديون ضرورة، بل ووجوبا، لحدوث تحول في كل من الصناعة والنظام الاجتماعي. (الأعمال المجمعة لماركس وإنجلز، المجلد الخامس).
كانت كتابات ماركس الصحفية ومخطوطاته المبكرة هي المصدر المحتمل للمناقشة التي تناولت الدولة والقانون والملكية في الكتاب. أما المناقشات الساخرة التي شغلت بقية الكتاب، فعكست الأعمال التي قدمها كلا المؤلفين قبل كتاب «العائلة المقدسة»، وفي هذا العمل نفسه حدث تطور أكبر في مسألة شخصنة النقد السياسي لدى كلا المؤلفين؛ بيد أن الجانب الفلسفي في كتاب «الأيديولوجية الألمانية» الذي استمر طوال الكتاب ومنحه الترابط، يمكن أن يعزى دون تردد إلى ماركس، كما قال إنجلز. وبالرغم من ذلك، يجب التأكيد على أن هذا العمل قدم الفلسفة في مقابل التفلسف الصرف؛ لأن الهدف منها كان الارتقاء بالحياة الواقعية وإعادة تنظيمها بطريقة عملية لا تحمل طابعا مثاليا.
لم تكن مقالة «أطروحات حول فيورباخ» التي ألفها ماركس صدمة لإنجلز؛ لأن أبحاثه التي أجراها عام 1844 حول التاريخ الاجتماعي والظروف الاجتماعية المعاصرة كانت متوافقة تماما مع تلك الأطروحات. كتب ماركس: «كل الحياة الاجتماعية عملية في جوهرها، وكل الألغاز التي تقود النظرية إلى التصوف تجد ضالتها العقلانية في الممارسة البشرية وفي فهم هذه الممارسة» (الأعمال المجمعة لماركس وإنجلز، المجلد الخامس).
الآن، بحسب علمنا، كان إنجلز قد تخلى عن الاقتصاد السياسي وترك التحدث عنه لماركس، ولم يضف شيئا مطلقا إلى نقده الأول «الرائع»، على الرغم من وجود بعض لمحات منه في كتاب «الأيديولوجية الألمانية»، والتي من بينها :
أو كيف يمكن أن تكون التجارة، التي لا تعد أكثر من مجرد مقايضة منتجات بين العديد من الأفراد والبلدان، هي ما يحكم العالم بالكامل من خلال علاقة العرض والطلب - تلك العلاقة التي قال عنها أحد علماء الاقتصاد الإنجليز إنها تحوم حول الأرض مثل قدر الأقدمين، وتوزع بيدها الخفية السعادة والشقاء بين البشر، وتقيم إمبراطوريات وتهدم أخرى، وترفع أمما وتخسف الأرض بأخرى - في حين أنه مع إلغاء أساس التجارة، المتمثل في الملكية الخاصة، بالإضافة إلى اعتماد نظام الإنتاج الشيوعي ... سوف تتلاشى قوة علاقة العرض والطلب، وسيتحكم البشر مرة أخرى في عملية التجارة والإنتاج وطريقة تعاملهم بعضهم مع بعض؟ (الأعمال المجمعة لماركس وإنجلز، المجلد الخامس).
كان أول أعمال ماركس المنشورة الذي استعرض فيه بعض ثمار قراءاته وأبحاثه الاقتصادية في الفترة ما بين عامي 1845 و1846، هو كتاب «فقر الفلسفة»، الذي نشر باللغة الفرنسية وحمل اسمه فقط، وكان هذا عام 1847. تولى إنجلز مهمة التحدث في الصحافة عن القضية الشيوعية والترويج لها، تلك القضية التي اتخذت شكلا منظما تمثل في لجنة المراسلات الشيوعية في بروكسل. وكان الهدف الأساسي - بحسب ماركس - هو جعل الاشتراكيين الألمان يتواصلون مع الاشتراكيين الإنجليز والفرنسيين (المراسلات المختارة لماركس وإنجلز)؛ وذهب إنجلز بنفسه إلى باريس لتنظيم العمال الألمان، وأخبر اللجنة أنه حصل على دعم (بنسبة تصويت ثلاثة عشر إلى اثنين) لتعريف الشيوعية بأنها (1) تحقق مصالح طبقة البروليتاريا من خلال (2) إلغاء الملكية الخاصة واستبدال الملكية المشتركة للبضائع بها، وتحقيق الأمرين الأول (1) والثاني (2) من خلال الأمر الثالث (3) المتمثل في قوة الثورة الديمقراطية (المراسلات المختارة لماركس وإنجلز). وذهب أيضا إلى لندن، وجعل مهمته في العموم هي المساعدة في تبني المجموعات الشيوعية المبادئ الماركسية بدلا من مبادئ الهيجليين الشباب، أو غيرها من المصادر. انعقد أول مؤتمر للشيوعيين في لندن في صيف 1847، وقدم فيه إنجلز مسودة «البيان الشيوعي» بغرض المناقشة، وأعد إنجلز نسخة أخرى من تلك المسودة من أجل ماركس، حملت اسم «مبادئ الشيوعية»، وفي أواخر ذلك العام حضر كلاهما المؤتمر الثاني الذي عقد في لندن في أواخر نوفمبر وأوائل ديسمبر (الأعمال المجمعة لماركس وإنجلز، المجلد السادس). وطلب من كل من ماركس وإنجلز استخدام هذه المسودة وغيرها في تشكيل وثيقة نهائية يمكن لكل الشيوعيين الالتزام بها.
وفي مرحلة لاحقة، اعترف ماركس وإنجلز كل منهما على حدة بأن الفكرة الأساسية للبيان الشيوعي كانت من إنتاج ماركس وحده، وتمثلت في أن وجود الطبقات في المجتمع كان نتيجة مراحل معينة في تطور الإنتاج، وأن الطبقة المطحونة المعاصرة هي فقط التي بإمكانها تحقيق التحول إلى مجتمع بلا طبقات (الأعمال المختارة لماركس وإنجلز، المجلدان الأول والثاني؛ المراسلات المختارة لماركس وإنجلز). كانت تلك الفكرة الأساسية مأخوذة من فرضيات ماركس في كتاب «الأيديولوجية الألمانية»، وقدمت على نحو مفصل بالفعل في هذا البيان أيضا، على الرغم من أن هذا التفصيل، كما أشرت، حمل جوانب تشابه كبير في عدة نقاط مع كتابات إنجلز الأولى عن التاريخ الاجتماعي وتعليقاته المبكرة على الشيوعية؛ إلا أن النسخ الأولى من البيان كانت معدة بالفعل على يد إنجلز وحده، وظهرت أفكار من تلك المسودات ببعض الإسهاب في الوثيقة النهائية. علاوة على ذلك، كان أسلوب صياغة البيان (الذي يجب أن يكون قصيرا وجذابا) وغرضه (وهو كسب مناصرين وسط الشيوعيين) أمرا اهتم به إنجلز على نحو مباشر أكثر من ماركس الذي كان أكثر اهتماما، كما قال لاحقا، بتقديم تحليل مفصل لدور المجتمع البرجوازي في الاقتصاد السياسي.
وبالرغم من ذلك، تولى ماركس مسئولية صياغة البيان في النهاية؛ نظرا لسفر إنجلز إلى باريس في أوائل عام 1848، فضلا عن إلحاح الشيوعيين في لندن على ماركس لتقديم البيان في أواخر يناير؛ وبهذه الطريقة أصبح هذا البيان ينسب إليه (على الرغم من أنه كان غير موقع بطبيعة الحال). كان الهدف من البيان أيضا تقديم وجهات نظر لجنة المراسلات الشيوعية؛ ولذلك يمكن افتراض أن بعض أجزاء الكتاب عكست محاولة ماركس التصدي للاعتراضات الموجهة من الآخرين. كان باستطاعته على الأرجح تأليف البيان دون الاستعانة بمسودات إنجلز، أو حتى دون أن يقابل إنجلز على الإطلاق؛ لأن الفكرة الأساسية وتفصيلها نبعا على نحو منطقي للغاية من أعماله التي كتبها في عامي 1842 و1843. غير أن أعمال إنجلز الأولى، التي اعترف ماركس بتأثيرها عليه، لا بد أنها يسرت المضي قدما في تفصيل الفكرة الأساسية في البيان؛ ففي أعمال إنجلز الأولى، كما رأينا، قدم إنجلز في فقرات شهيرة وصفا عاما للثورة الصناعية ونفاق الطبقة البرجوازية، بالإضافة إلى تأثير العلاقات الاقتصادية التنافسية على النساء والأطفال والأسرة؛ علاوة على ذلك، فإن الدليل النقدي للاشتراكية في إنجلترا وأوروبا في الجزء الثالث من البيان أظهر موهبته في كتابة مقالات مختصرة عن النقاشات الفلسفية المعاصرة.
على أقل تقدير، كان ماركس أمام مادة بحثية مهمة مقدمة من إنجلز وتحتاج قدرا طفيفا من التعديل؛ بالإضافة إلى ذلك، ربما كانت أعمال إنجلز المبكرة وإسهامه اللاحق في تأليف كتاب «الأيديولوجية الألمانية» وكتيب «البيان الشيوعي» ضرورية لإبعاد ماركس عن الأسلوب المتكلف المعقد الذي ظهر في أعماله التي نشرها عام 1843، كي يصبح أسلوبه أسهل في القراءة. وبغض النظر عن الفضل الذي يعود لإنجلز في تأليف «البيان الشيوعي»، فإنه لا يمكن إنكار جهوده في تكوين لجنة المراسلات الشيوعية، وفي توفير الجمهور اللازم لها. وقد كان مخططا في ذلك العام ترجمة البيان إلى لغات أوروبية أخرى، ولاحقا أعيد نشره باللغة الألمانية عام 1872 بمقدمة جديدة اشترك في تأليفها الكاتبان، ثم أعيد نشره عامي 1883 و1890 بمقدمتين كتبهما إنجلز.
من المعروف أن «البيان الشيوعي» ليس له أي تأثير يمكن تعقبه على الأحداث الثورية التي وقعت عام 1848، وبالرغم من ذلك، فقد لعب ماركس وإنجلز في تلك الأحداث دورا فعالا لكنه لا يكاد يكون مؤرخا عالميا؛ فقد كان ماركس يرأس تحرير إحدى الصحف في كولونيا، وأسهم إنجلز بحوالي ثمانين مقالة في تلك الصحيفة، وكتب لغيرها من الصحف أيضا؛ ويقال إن متوسط عدد النسخ المبيعة من تلك الصحيفة تراوح ما بين خمسة وستة آلاف نسخة خلال مدة وجودها التي بلغت سنة واحدة. وكان ماركس يهدف إلى مساعدة الثورات الديمقراطية في ألمانيا وفي غيرها من البلاد، بعد اندلاع الثورة في باريس في فبراير 1848، وكانت السياسات التي حرضت عليها الصحيفة تعكس البرنامج المعلن عنه في «البيان الشيوعي»؛ كانت تلك السياسات إجراءات ليبرالية، من ناحية تسعى للقضاء على الأنظمة الرجعية، لكنها في الوقت نفسه تحمي مصالح أي طبقة عاملة تقوم بالثورة. وأدت خيبة الأمل، بسبب فشل الثوريين المنتسبين إلى الطبقة الوسطى في أبريل 1849، إلى تبني وجهة نظر أكثر راديكالية بخصوص العمل السياسي للطبقة العاملة، قبل وقت قصير من حجب الصحيفة في منتصف مايو من العام نفسه.
Bilinmeyen sayfa