Encyclopedia of the Virtues of Islam and Refutation of the Slanders
موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام
Yayıncı
دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع (دار وقفية دعوية)
Baskı
الأولى
Yayın Yılı
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
Türler
ذلك الغاية التي لم يبلغها بشر سواه. من تتبع مجارى أحواله، واطراد سيره، وطالع جوامع كلامه، وحسن شمائله وبدائع سيره، وحكم حديثه، وعلمه بما في التوراة والإنجيل والكتب المنزلة، وحكم الحكماء وسير الأمم الخالية، وأيامها وضرب الأمثال، وسياسات الأنام، وتقرير الشرائع، وتأصيل الآداب النفيسة، والشيم الحميدة، إلى فنون العلوم التي اتخذ أهلها كلامه ﷺ فيها قدوة، وإشاراته حجة، كالعبارة، والطب، والحساب، والفرائض، والنسب، وغير ذلك، دون تعليم ولا مدارسة، ولا مطالعة كتب من تقدم، ولا الجلوس إلى علمائهم؛ بل نبي أمي لم يعرف بشيء من ذلك، حتى شرح الله صدره، وأبان أمره، وعلمه، وأقرأه، لاستيقن بالبرهان القاطع على نبوته، وبحسب عقله كانت معارفه ﷺ إلى سائر ما علمه الله تعالى، وأطلعه عليه من علم ما يكون وما كان، وعجاب قدرته وعظيم ملكوته، قال الله تعالى: ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا﴾ (النساء: ١١٣). (١)
قال القاضي عياض: (٢) وأما الخصال المكتسبة من الأخلاق الحميدة والآداب الشريفة التي اتفق جميع العقلاء على تفضيل صاحبها وتعظيم المتصف بالخلق الواحد منها فضلا عما فوقه وأثنى الشرع على جميعها وأمر بها ووعد السعادة الدائمة للمتخلق بها ووصف بعضها بأنه من أجزاء النبوة وهي المسماة بحسن الخلق وهو الاعتدال في قوى النفس وأوصافها والتوسط فيها دون الميل إلى منحرف أطرافها، فجميعها قد كانت خلق نبينا ﷺ على الانتهاء في كمالها والاعتدال إلى غايتها حتى أثنى الله عليه بذلك فقال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)﴾ (القلم: ٤). قال ﷺ: "بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلَاقِ". (٣)، قال أنس ﵁: "كَان رَسُولُ الله ﷺ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا". (٤)
(١) من كتاب الشفا بتصرف ١/ ١١٨: ١١٧.
(٢) انظر الشفا ١/ ١١٢.
(٣) صحيح. رواه أحمد ٢/ ٣٨١، والبزار (٢٤٧٠)، والطحاوي في شرح المشكل (٤٤٣٢)، والبيهقي في السنن (١٩٢، ١٩١: ١٠)، وصححه الألباني في الصحيحة (٤٥).
(٤) البخاري (٦٢٠٣)، مسلم (٢١٥٠).
1 / 319