245

Encyclopedia of Scientific Miracles in the Quran and Sunnah

موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

Yayıncı

دار المكتبي-سورية-دمشق-الحلبوني

Baskı Numarası

الثانية ١٤٢٦ هـ

Yayın Yılı

٢٠٠٥ م.

Yayın Yeri

جادة ابن سينا.

Türler

لو أنّ الأراضي الشاسعةَ التي تُشغلُ بزراعةِ التبغِ زُرِعَتْ بالخضراواتِ والفواكهِ لعمّ الخيرُ، ولزادَ الدخلُ، ولسلمتْ صحةُ الناسِ، ولكُنَّا في حال غير هذا الحال.
لقد أصدرَ كبيرُ علماءِ الدولةِ العثمانيةِ فتوى في تحريمِ الدخانِ، كما أصدرها العلاّمةُ إبراهيم اللقاني، والشيخ سالم السنبوري، ومفتي المملكة العربية السعودية، والشيخ بدر الدين الحسني، شيخ الشام، والشيخُ علي الدقر، والشيخ محمد الحامد.
وقد أصدرَ شيخُ الأزهرِ، الشيخُ جاد الحق ﵀ فتوى هذا نصها: "أصبحَ واضحًا جلِيًا أنَّ شرْبَ الدخانِ، وإن اختلفتْ أنواعُه، وطرقُ استعمالِه، يُلحِقُ بالإنسانِ ضررًا بالغًا، إنْ عاجلًا، أو آجلًا، في نفسِه، ومالِه، ويصيبُه بأمراضٍ كثيرةٍ، ومتنوعةٍ، وبالتالي يكونُ استعمالُه حرامًا، بمقتضى النصوصِ التي سبقَ إيرادُها، ومِن ثَمَّ فلا يجوزُ لمسلمٍ استعمالُه بأيِّ وجهٍ من الوجوهِ، حفاظًا على الأنفُسِ، والأموالِ، وحرصًا على اجتنابِ الأضرارِ، التي أوضَحَ الطِّبُّ حدوثَها".
إنّ الحقائق العلميةَ المذكورةَ مأخوذةٌ كلها من منظماتِ صحةٍ عالميةٍ، أو مِن جامعاتٍ راقية جدًّا، أو مِن بحوثٍ متقدَّمةٍ، وهذه هي الحقيقة.
هناك ظاهرةٌ جديدةٌ، وهي أنّ أمراضَ القلبِ والأوعيةِ، وأمراضَ الدمِ، تظهر عادةً بدءًا مِن سنِّ الستين فما فوق، هذه السنّ بدأتْ تنزلُ وتتقَهقرُ، الآن هناك حالاتٌ كثيرةٌ، احتشاءٌ في سنِّ الثلاثين، وفي الخامسة والعشرين، وفي الثانية والعشرين، موتٌ بسببِ الدخانِ، هذه ظاهرةٌ جديدةٌ لم تكنْ مِن قبلُ.
إنّ أولياتِ الحياةِ ثلاثةٌ، الهدايةُ أولًا، والصحةُ ثانيًا، والكفايةُ ثالثًا، لذلك فلا معنى للكفايةِ من دونِ صحةٍ، ولا معنى للصحةِ من دونِ هدايةٍ، فالصحةُ ركنٌ أساسيٌّ في حياةِ المؤمنِ، فبها يحقِّقُ خلافتَه في الأرضِ، وبها يحقِّقُ الغايةَ التي خُلِقَ مِن أجْلِها، وبها يسعدُ بالهدى، ويستمتعُ بالمالِ، فإذَا ثَبتَ لديه أنّ الدخانَ يدمِّرُ صحّتَه فلا يُعقلُ أنْ يدخِّن سيجارة واحدة.

1 / 244