Encyclopedia of Groups Attributed to Islam - Al-Dorar Al-Sunniya
موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية
Yayıncı
موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net
Türler
ولو بدأنا التعرف على جهودهم في زمن الخليفة الراشد أبي بكر ﵁ لرأينا مدى اهتمامه بالحفاظ على العقيدة الإسلامية صافية نقية وما محاربته لأهل الردة وإرجاعهم إلى الدين إلا مظهر من مظاهر اهتمامه بخدمة العقيدة بل وما كانت هجرته إلى المدينة مع النبي ﷺ إلا أحد الشواهد على ذلك فلقد ترك المال والبنين والأهل والأحبة ليفر إلى البلد الذي يأمن فيه على عقيدته وما إنفاقه في سبيل الله وإعتاقه الرقاب إلا لوجه الله وخدمة عقيدته الحنيفية ولقد أسلم على يده أفذاذ كانوا مفخرة الإسلام والمسلمين ويطول الشرح لو أردنا استقصاء أعماله التي قدمها مبتغيًا بها وجه الله وخدمة دينه. وكذلك الحال مع الخليفة الراشد الفاروق عمر بن الخطاب ﵁ الذي اقض مضاجع أعداء الإسلام وأعلى الله به كلمة الحق وظهر المسلمون على أعدائهم ودخل الناس في دين الله أفواجًا وكانت درته سيفًا مسلطًا على رقاب أهل البدع وكانت سيرته العطرة وأخباره المشرقة مثار دهشة وإعجاب العالم أجمع كان شديدًا في الحق لا تأخذه في الله لومة لائم شديد على أهل البدع يضربهم بالدرة مؤدبًا لرعيته بأقواله وأفعاله. دخل عليه شاب طويل الثوب وعمر يجود بنفسه فسلم عليه فلما خرج ناداه عمر فرجع إليه الشاب فقال له: يا بني أقصر من ثوبك فإنه أبقى لثوبك وأتقى لربك (١) أو كلامًا نحو هذا ولم يشغله ما هو فيه من سكرات الموت حتى عن التنبيه على هذه المسألة فما الظن بغيرها؟ وقد ضرب رجلًا اسمه صبيغ حتى أدمى رأسه لأنه كان مغرمًا بالسؤال عن المتشابهات (٢) وهدد أبا موسى الأشعري حين استأذن ثلاثًا وانصرف قائلًا له لماذا استأذنت ثلاثًا وانصرفت فقال له: هكذا سمعت النبي ﷺ يقول: وكان أبو موسى صادقًا وعمر يعرفه بالصدق ولكنه أراد أن يحد ويؤدب من عسى أن تسول له نفسه التقول على الرسول ﷺ فقال له: هات شاهدًا وإلا فعلت وفعلت بك (٣)، وكان مهابًا رغم تواضعه الجم تهابه الناس وتهابه الشياطين كما أخبر بذلك النبي ﷺ: أنه لا يسلك واديًا أو فجًا إلا وسلك الشيطان فجًا آخر (٤) وأخباره لا تستقصيها هذه العجالة ﵁.
وبعد وفاته واستشهاده خلفه عثمان ﵁ فأبلى في الإسلام وفي خدمته وفي الفتوحات ونشر الإسلام وخدمة العقيدة الحنيفية ما طفحت به المراجع التاريخية.
ومن أجل خدماته للإسلام كرمه الواسع ابتغاء مرضات الله تعالى وإنفاقه الذي فاق التصور ثم فتوحاته ونشر الإسلام ولا ينسى القارئ أجل خدمة قام بها عثمان في شأن كتاب الله تعالى إلى أن استشهد على يد البغاة عاقبهم الله بما يستحقون.
(١) رواه البخاري (٣٧٠٠).
(٢) رواه الدارمي (١/ ٦٦)، والآجري في «الشريعة» (ص٧١)، واللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (٤/ ٦٣٥). وقال محققه حسين أسد: رجاله ثقات غير أنه منقطع سليمان بن يسار لم يدرك عمر بن الخطاب.
(٣) رواه مسلم (٢١٥٤). من حديث أبي موسى الأشعري ﵁.
(٤) روى البخاري (٣٢٩٤) من حديث سعد بن أبي وقاص قوله ﷺ: «والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك» وهو عند مسلم أيضا (٢٣٩٦)
1 / 171