Encyclopedia of Groups Attributed to Islam - Al-Dorar Al-Sunniya
موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية
Yayıncı
موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net
Türler
«ولا تختلفوا» وعلل سبب النهي بقوله: «فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا» فلما كان الاختلاف يؤدي إلى الفرقة المؤدية إلى الهلكة كرهه ﵊ ونهى عنه. بل ونهى عن كل سبب يؤدي إليه: ففي الحديث عن رسول الله ﷺ قال: «اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه» (١).وقوله: «ما ائتلفت عليه قلوبكم» أي: اجتمعت، فاقرؤوه وأنتم مجتمعون عليه معانيه عندما تخشى عليكم الفرقة ووقوع النزاع بينكم فالواجب القيام عنه لذلك قال" فقوموا عنه" أي تفرقوا لئلا يتمادى بكم الاختلاف إلى الشر (٢).ولقد كان ﷺ يغضب ويشتد غضبه عند اختلاف أصحابه في أمر من أمور الدين خشية ما يؤدي إليه من فرقة وهلكة ففي الحديث عن عبدالله بن عمرو قال: «هجرت إلى رسول الله ﷺ يوما فسمع أصوات رَجُلَيْنِ اخْتَلَفَا في آيَةٍ فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُعْرَفُ في وَجْهِهِ الْغَضَبُ فقال: إنما أهلك من كان قبلكم من الأمم باختلافهم في الكتاب» (٣).ولقد كان الصحابة الكرام ﵃ من أشد الناس تحذيرا من الفرقة ونهيا عنها وبيانا لأضرارها يقول عمر بن الخطاب ﵁ ناصحا ومرشدا لرعيته: إياكم والفرقة بعدي (٤).ويقول معاوية بن أبي سفيان ﵄ في إحدى خطبه محذرا من الفتنة التي تؤدي للفرقة يقول: إياكم والفتنة فلا تهموا بها فإنها تفسد المعيشة وتكدر النعمة وتورث الاستيصال (٥).ولقد نصح النعمان بن بشير ﵁ أهل المدينة حينما خلعوا بيعة يزيد بن معاوية في نهاية عام ٦٢هـ وحذرهم من عواقب الفرقة ومضارها وما ينتج عنها من سفك للدماء ودمار للديار فقال لهم ﵁: إن الفتنة يا نعمان على تفريق جماعتنا وفساد ما أصلح الله من أمرنا؟ فقال له النعمان أما والله لكأني وقد تركت تلك الأمور التي تدعو إليها وقامت الرجال على الركب التي تضرب مفارق القوم وجباههم بالسيوف ودارت رحى الموت بين الفريقين وكأني بك قد ضربت جنب بغلتك إلي وخلفت هؤلاء المساكين - يعني الأنصارـ يقتلون في سككهم ومساجدهم وعلى أبواب دورهم فعصاه الناس فلم يسمعوا منه فانصرف وكان الأمر والله كما قال سواء (٦)
المصدر:موقف الصحابة من الفرقة والفرق لأسماء السويلم - ص١٢٧ - ١٣٣
_________
(١) ([٦٧]) رواه البخاري (٥٠٦١)، ومسلم (٢٦٦٧).
(٢) ([٦٨]) انظر «فتح الباري» (١٣/ ١٠١) بتصرف.
(٣) ([٦٩]) رواه مسلم (٢٦٦٦).
(٤) ([٧٠]) انظر «البداية والنهاية» لابن كثير (٨/ ١٢٧).
(٥) ([٧١]) انظر «البداية والنهاية» (٨/ ١٣٢).
(٦) ([٧٢]) انظر «البداية والنهاية» (٨/ ٢١٦) وقد حدث ما حذر منه النعمان ﵁ في وقعة الحرة في أول عام ٦٣هـ إذ أرسل يزيد بن معاوية لأهل المدينة مسلم بن عقبة المزني فقتل من قتل من أهل المدينة. انظر «البداية والنهاية» (٨/ ٢١٧ - ٢١٨).
1 / 16