إذا أهانك أحد بالقول أو الفعل، فتذكر أنه يفعل أو يقول ذلك لأنه يراه موافقا له؛ فمن غير الممكن له أن يتبع ما يبدو لك أنت صوابا بل ما يبدو صوابا له هو؛ وبالتالي فإذا كان على خطأ في رأيه يكون هو الطرف المضار، من حيث هو الطرف المضلل؛ ذلك أن من يأخذ قضية صادقة على أنها كاذبة فإنه لا يضر القضية، بل يضر نفسه بضلاله في شأنها. إذا انطلقت إذن من هذه المبادئ فسوف تكون متسامحا مع من يهينك، قائلا لنفسك في كل مناسبة: «هكذا يبدو له الأمر.» (43) مقبضان
لكل شيء مقبضان؛ مقبض يمكن أن يحمل به الشيء، والآخر لا يمكن أن يحمل به. إذا ارتكب أخوك إساءة ما تجاهك فلا تأخذ الأمر بمقبض الإساءة؛ إذ لا يمكنك حمله بهذه الطريقة. بل خذه بالمقبض المقابل؛ أنه أخوك، وأنه نشأ معك؛ بذلك سوف تمسك الأمر كما ينبغي له أن يمسك. (44) استدلال متساوق
هذان الاستدلالان غير متساوقين منطقيا:
أنا أغنى منك، إذن أنا أفضل منك.
أنا أبلغ منك، إذن أنا أفضل منك.
أما هذان فأكثر تساوقا:
أنا أغنى منك، إذن أنا لدي ممتلكات أكثر.
أنا أبلغ منك، إذن أسلوبي في الخطاب أفضل من أسلوبك.
غير أنك، بعد كل شيء، لست ملكا ولا أسلوبا. (45) الحكم بعد المداولة
هل يغتسل فلان سريعا؟ لا تقل: إنه يسيء الاغتسال.
Bilinmeyen sayfa